في الأيام القليلة الماضية، تزامنت احتفالات عيد القيامة المجيد مع أيام شهر رمضان المبارك، ليتبادل كل من المسيحيين والمسلمين التهاني ويتشاركون في العادات، ويعم بينهم الود والمحبة والفرحة، ليجسدوا ملحمة جديدة في الوحدة الوطنية الخالصة، والإخوة الصافية.
ولعل حزب الوفد – الذي أفخر بالانتماء إليه – هو من أسس لمبادئ الوحدة الوطنية منذ ثورة ١٩١٩ حيث وقف المسيحي يداً بيد جوار أخيه المسلم، واختلطت دماؤهم. وخطب القمص «سرجيوس» في الجامع الأزهر. وخطب كبار شيوخ المسلمين في الكنائس.. ليس هذا فحسب وإنما اتفقوا في أول شهر رمضان عقب الثورة على أداء صلاة مشتركة في جميع مساجد مصر وكنائسها في توقيت واحد. وختم الصلاة بدعاء صيغته واحدة.
ورفع هذا الحزب العريق شعار الهلال يحتضن الصليب ليرسخ لقيم المواطنة والوحدة الوطنية بين جموع وأطياف الشعب. ويعبر عن العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ومدى التلاحم الشعبي والعاطفي بينهم. الذي يظهر جليًا في المناسبات والأعياد والأزمات. ليصبحوا على قلب رجل واحد يعلون قيمة الوطن فوق كل شيء. ولا يسمحون لقوى الشر بالإيقاع بينهم، كما حدث في ثورات ١٩١٩ و٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٣ حيث رفع الجميع شعار الوحدة الوطنية.
ومن أبرز المواقف الإنسانية التي تعكس وحدة المصريين ما فعله سينوت حنا حين ضحى بروحه فداء للزعيم مصطفى النحاس، وتلقى الطعنة القاتلة نيابة عنه أثناء استقلاله سيارته معه لشعوره بتعرضه لمؤامرة دنيئة، عندما لمح أحد الجنود يسدد الحربة إلى صدر النحاس ليتصدى لها فانغرست في كتفه وانكسر النصل في لحمه وتدفقت دماؤه على ملابس النحاس.
مواقف كثيرة سجلها التاريخ بأحرف من نور للوحدة الوطنية، ولا يزال النسيج المصري يضم المسلمين والمسيحيين كأخوة مترابطين. يحملون راية واحدة باسم الوطن، وقلوب نابضة باسم مصر، يقفون سويًا ضد الإرهاب الأسود ويساندون الدولة في حربها ضد أعداء الوطن، ويضحون بأرواحهم وأنفسهم فداءً لترابه، لأن اتحادهم هو الضمان الأقوى للعبور إلى بر الأمان وتخطى أية تحديات راهنة، وهو الأمر الذي شدد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليثبت للعالم أجمع أن مصر بلد الأمن والمحبة.
فهنيئًا لشعب مصر العظيم على تلاحمه وقوة نسيجه. وعلى روح المحبة التي تجمع جميع طوائفه. وعلى السلام الذي يعم قلبه، وهنيئا للمسيحيين بأعيادهم المجيدة. وكل عام وهم في ملء البركة والحب والخير والسلام. وهنيئًا للمسلمين بشهر رمضان المبارك أعاده الله عليهم بالخير واليمن والبركات. وليعيش الصليب دائمًا وأبدًا في حضن الهلال.
رئيس اللجنة النوعية لشباب الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية