لا شئ عند المصريين أهم و أعظم من نهر النيل في حياتهم فلولاه ما كانت مصر ولا كان تاريخها و لا عاش فيها أحد، و لذلك أصبح الحديث عما يدور من أحداث و تصريحات حديث اليوم و الساعة لهم و الحقيقة الأكيدة أن مصر بكل ما تملك من قوة سياسية و عسكرية و إقتصادية تعمل في هذا الملف الذي يهدد وجود مصر، و أن المعلومات كاملة أمام أجهزة الدولة بكل الوسائل التكنولوجية ووسائل جمع المعلومات المختلفة.
هذه القضية الوجودية لها مصدران فقط للمعلومات هما الدولة و أجهزتها ووزارتها الذين يشكلون معا فريق إدارة الملف و المصدر الأخر هو العدو الإثيوبي بكل وسائل إعلامه و مصادر الإعلام الغربية و التي أغلبها يساعد إثيوبيا أو منحازا لها ولا مصدر ثالث لهما فكل ما بعد ذلك هو إجتهادات و تحليل للمتوفر من البيانات من المصدرين .
حاليا هناك معركة قائمة تدور رحاها لكسر إرادة مصر و فرض الأمر الواقع عليها لإستكمال بناء السد بكل مراحله و بالتالي كلما أستكملت مرحلة من مراحل بناء سد الموت الأثيوبي كلما قلت فرصة مصر و السودان معا للتحرك حتي إذا أكتمل ملء السد في المرحلة الثانية « الملء الثاني » أصبحت فرص التدخل العسكري في أضعف حالاتها لأن تدمير السد سيعني غرق مدن السودان المنتشرة حول مجري نهر النيل الأزرق.
و كذلك إنهيار كل سدود السودان و المتابع لجهود مصر و السودان يجد أن هناك تنسيق علي أعلي مستوي بين الدولتين لمواجهة الخطر الواقع عليهما و خاصة بعد أن أتم الطرف الأثيوبي الملء الأول دون أي يلتفت لطلبات مصر و السودان من الوصول لإتفاق ملزم قانوني قبل الملء و أيضا أستخدم أسلوب فرض الأمر الواقع و ألغي كل المعاهدات و الإتفاقيات القديم منها و الحديث لأنه لم ينفذ حرفا واحدا من أي إتفاقية و بالتالي فلا حديث عن إتفاقية ٢٠١٥ هل هي موجودة أم ملغية أم لابد من الإنسحاب منها لأنها أصبحت هي و العدم سواء مثلها مثل من سبقها من الإتفاقيات و المعاهدات.
إثيوبيا ليست الدولة التي تحترم القانون الدولي و لا تخضع له و هي تبني السدود علي كل الأنهار التي تنبع منها ولا يهمها ماذا سيحدث بعد ذلك من جفاف أو تهجير أو تشريد في الدول المجاورة لها و قد طبقت هذا النموذج علي كينيا و الصومال و جيبوتي و فرضت الأمر الواقع و لكنها الأن تواجه مصر و السودان معا و المعركة معهما تختلف شكلا و موضوعا و نتائج بل أن المواجهة العسكرية معهما غير مأمونة علي الإطلاق.
و هناك تصريح واضح من مصدر غير رسمي أن التخلص من هذا السد الملعون يحتاج الي دوران الألة العسكرية المصرية لمدة ساعة واحدة فقط و هي رسالة واضحة لا غموض فيها ثم بعدها أعلنت أثيوبيا أن الملء الثاني يستكمل جزئيا و هي مناورة واضحة لأن الأجواء كلها تنتظر بدء عملا عسكريا ينهي سياسة فرض الأمر الواقع التي بدأتها أثيوبيا منذ عشر سنوات و حتي الأن و تحافظ بها علي ما حققته من بناء السد طوال السنوات السابقة و من إلغاء كل المعاهدات الملزمة لها وهي مكاسب لها علي أرض الواقع لأنها من الأصل ما كان لها أن تبني السد دون موافقة مصر و السودان معا فهي قد جعلت السد حقيقة واضحة علي أرض الواقع و تناور بما حققته طوال العشر سنوات الماضية .
لذلك فلابد أن يكون وقف الأعمال بهذا السد هو الهدف الفرعي للإدارة المصرية للملف اما الهدف الأساسي فهو عدم وجود سد يحجز و لو مترا واحدا من المياه عن مصر و السودان و هذا هو الخط الأحمر الذي أعلن عنه رئيس مصر و القائد الأعلي للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي و الذي لا تنازل عنه و ستظل محاولات إثارة البلبلة للرأي العام قائمة من أثيوبيا وممن يعاونها من وسائل الإعلام الصهيونية و الغربية مادام العمل في هذا السد قائما ولا يتوقف.
كما أن التصريحات الإثيوبية حول السد متضاربة و لا نثق فيها لأن النوايا الأثيوبية الخبيثة واضحة للجميع ولكنها تسعي لتصدير الصورة أنها هي من يفرض شروطه و طريقة العمل في إدارة ملف السد فلابد من وقف العمل في السد ليتأكد الجميع أن الزمام إنتقل الي المفاوض المصري و السوداني وهو أقل مطلب يبعث الطمأنينة للرأي العام في مصر و السودان دون الدخول في التفاصيل الفنية التي لا يفهمها و يعلم مغزاها إلا أقل القليل من الخبراء و أبنائها يقين من قوة و قدرة مصر بقيادتها و جيشها و مخابراتها و كل أجهزتها من التخلص من هذه الأزمة بكل الوسائل و ستظل مصر منتصرة دائما إن شاء الله .
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية+