عندما نذكر كلمة «الاختيار» فإنه تعود بنا الذاكرة إلى المسلسل التلفزيوني، الذي حرصنا جميعا على متابعته هذا العام والعام الماضي، وتأثرنا بيه كثيرا وخاصا عندما نجد حراس الوطن يدافعون عنه بكل ما يملكون من غالي ونفيس. ويدكون حصون الشر بكل عزيمة وإصرار لرعاية مصالح الشعب المصري وخدمة الوطن وحرصا على سلامة أراضيه.
ولكن في هذه الكلمات سوف نستعرض «اختيار الرفيق قبل الطريق» وما هي أبرز نتائج اختيار شريك الدرب ليس فقط على المستوى الشخصي وإنما أيضا على الأسرة والمجتمع، فمنذ قديم الأزل تغنى الشعراء بالرفيق، كما كتبت أيادي الفلاسفة والحكماء عن أثر حكمة الرفيق على حياة الجميع والمضي قدما نحو التقدم والازدهار.
وفي هذا السياق، لعلنا تذكرنا اللقاء التليفزيوني مع سيدة مصر الأولى، السيدة انتصار السيسي حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وهي ترتدي زيا بسيطا وأنيقا يتكامل مع وجهها الوسيم ونظرتها العطوفة ورقتها وأسلوبها الميسر لتعكس لنا على تواضع وثقافة سيادتها وكأنها فرد من أفراد عائلتنا المصرية، حيث ذكرت السيدة انتصار السيسي أن الرئيس السيسي كان معروفا في العائلة بأن له طبيعة خاصة، فهو شديد وقوي الشخصية، وله رأي مميز ورشيد وإنسان يميل إلى الجد، بالإضافة إلى أن كلتا الأسرتين للرئيس وزوجته كانتا تسكن الأحياء الشعبية.
كما وصفت السيدة الأولي زوجها بأنه فارس حياتها، وهو الشخص الذي ترمي عليه كل همومها، وهو صاحب النصيحة والتفكير في حياتها، وهو من يحمل أعباء الحياة عنها، وكشفت السيدة الأولى عن لحظات الفرح والحزن والبكاء شعرنا بنفس شعورها، استرجعنا مع سيادتها ذكريات وأحداث فارقة في حياتنا، أحداث ملهمة، أحداث مفرحة وأحداث أخرى مؤلمة، أحداث وذكريات نحتت في أذهاننا وقلوبنا وكذلك دبت لنا طاقة أمل بفرح سيادتها عندما تجد زوجها الرئيس سعيدا بإنجازات وتقدم بلده إلى الأمام.
كما أننا شعرنا بالفخر عندما أسردت سيادتها عن فرحتها وهي تجد وتشعر بفرحة المصريين، بتنفيذ مشروعات قومية كثيرة على أرض الواقع، تخدم المجتمع والمواطن المصري البسيط كمشروعات إنشاء شبكة الطرق والكباري ومشروع حي الأسمرات الذي يخدم شريحة مهمة في المجتمع المصري ويمس المواطن المصري البسيط، تلك المشروعات القومية التي يتم تنفيذها سعيا من الرئيس دائما لرسم البسمه على وجهه الناس البسيطة لانه دائما يفكر بمشاكلهم ويفكر في نهضة ورفعة مصرنا الحبيبة.
وقد لمست قلوبنا جميعا منهج السيدة الأولى في الحياه والذي يتلخص بجبر الخواطر ومراعاه شعور الآخرين وضرورة العمل والاجتهاد وبذل المزيد من الجهد والتعب للوصول إلى النموذج المثالي وعدم القفز إلى النتائج، وعكس حديثها الرنان عن مدى احترام الزوجة لزوجها وتقديرها له ودعائها الدائم له، كما أكد حديث سيادتها على مدى صلابة وترابط تلك الأسرة المصرية الأصيلة.
ترابط الأسرة التي حرص السيد الرئيس السيسي، منذ توليه على تماسكها من خلال الكثير من السياسات والخطط والأنشطة التنفيذية والتي من أبرزها خلال العمل على إصدار قانون جديد للأحوال الشخصيّة، والاهتمام بمشروع «مودة» للزواج، لتكون أول مبادرة من نوعها، من أجل الحدّ من الارتفاع في أعداد حالات الطلاق في المجتمع المصري، وذلك حفاظًا على كيان الأسرة المصرية، والتي تستهدف 5 مراحل أولها التدريب و الحفاظ على كيان الأسرة المصرية من خلال تدعيم الشباب المُقبل على الزواج والعمل على تطوير آليات الدعم والإرشاد الأسري، وكذا فض المنازعات، بما يسهم في خفض معدلات الطلاق، ومراجعة التشريعات التي تدعم كيان الأسرة وتحافظ على حقوق الطرفين والأبناء و تفعيل دور جهات فض المنازعات الأسرية للمساهمة في الحد من حالات الطلاق، كما يستهدف المشروع كلا من المتزوجين المترددين على مكاتب تسوية النزاعات على مستوى 212 مكتبا تابعاً لوزارة العدل على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى 171 مكتبا للاستشارات الأسرية في 27 محافظة، وفيما يتعلق بمحاور المبادرة فالمحور الثاني يرتكز على القيام بحملات إعلامية موسعة ومتكاملة لرفع الوعي بمفاهيم هذا المشروع، من خلال إعداد منصات تواصل اجتماعيّ للمشروع كإنشاء قناة على «يوتيوب»، وحساب على «تويتر» وصفحة أخرى على «الفيس بوك»، إضافة إلى حساب آخر على «انستجرام» ويختص المحور الثالث على تطوير آليات المشورة الأسرية وفض النزاعات عن طريق: «الخط الساخن بدار الإفتاء لطالبي خدمات المشورة الأسرية»، والمحور الرابع يشمل مراجعة التشريعات القانونية بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بمشاركة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة العدل، وأخيرا المحور الخامس يتضمن إعداد قاعدة بيانات للمستفيدين من هذا المشروع يتم ربطها عن طريق الرقم القومي بالأحوال المدنية لتحديد عدد حالات الزواج والطلاق بينهم، وقياس النسب والمعدلات سنوياً بالإضافة إلى إعداد إحصاء عدد حالات النزاعات الأسرية وقياس معدل الإقبال على الاتصال الساخن التابع لدار الإفتاء.
فلاشك أن اختيار شريك الدرب من أحد أبرز مقومات النجاح للفرد والأسرة والمجتمع، وأن بناء الأسرة واجب وطني، لم ينساه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مع حجم الإنجازات للجمهورية الجديدة وعلى الرغم من التحديات التي واجهاتها الدولة المصرية، بل حرص سيادته على تفعيل ومتابعة السياسات والاليات والغايات والأهداف والأنشطة التنفيذية التي تبنتها الدولة المصرية للحفاظ على تماسك الأسرة المصرية من أجل مستقبل أفضل لمصر والمصريين.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية+