دخلت تونس مرحلة فارقة تتطلب مساندة الجميع، بغية القضاء على الورم الإخواني الخبيث الذي استفحل داخل البلاد. وشرع منذ أكثر من العقد في مص قوت الشعب التونسي، غير عابئ بوضع اقتصادي مزرٍ. ولكن الأولوية للهيمنة على المناصب السيادية والتوغل داخل دواليب الدولة. بل وصياغة دستور مفخخ يمكنها من التحكم في المشهد السياسي. دون الرجوع للرئيس وهو أعلى سلطة في البلاد. بحيث يقع الحكم بجعبة رئيس الحكومة، والبرلمان الذي يسيطر عليه حركة النهضة الإخوانية.
ونظرًا لشهوة السيطرة من جانب الحركة ورجالها. دخلت تونس في أزمة طاحنة بل وسقطت أرضًا عند أول اختبار حقيقي تعرضت له البلاد خلال جائحة كورونا.
قبل عشر سنوات فقط وقبل قدوم عصابة الإخوان المجرمة من المهجر «لندن» عام 2011 كانت تونس تتمتع بوضع اقتصادي وسياسي معتدل. ولكن عندما أتى الجراد الصحراوي بالطبع تحولت البلاد إلى مخيم وترانزيت للجماعات المتطرفة، ساحة كبيرة للجهاديين، وتصدير المقاتلين إلى سوريا والعراق، إنها حركة النهضة الإخوانية مأذون الخراب والدمار في تونس الخضراء.
عشر سنوات والشعب التونسي الواعي المثقف يواجه الفقر المدقع، ويئن أسفل مقصلة التنظيم الإرهابي، ولن يستطيع الفرار. حتى بلغ السيل الزبى، ولم يتبقَ في قوس الصبر منزع، خرج منفجرًا كالبركان في الشوراع، مطالبًا بتطهير مؤسسات الدولة من أذناب النهضة الإخوانية، حتى أصدر الرئيس قيس سعيد حزمة من القرارات من بينها تجميد عمل واختصاصات المجلس النيابي لمدّة 30 يومًا، ورفع الحصانة البرلمانية عن كلّ أعضاء مجلس نواب الشعب.
كانت قرارات الرئيس بمثابة زلزال داخل الحركة، بل وقعت كالصاعقة على رئيس البرلمان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية، حتى أن الرجل من كثرة الصدمة توجه لمجلس النواب متسولًا الدخول، ولم يسمح له بذلك، وعند الفشل دعا أنصار الحركة للدفاع عن ما أسماه الشرعية، وهو نهج الحركة الإرهابية عند فقد المناصب تسعى إلى إحلال الفوضى داخل البلاد. بشكل يدعم عدم الاستقرار داخل الدولة التونسية، بما يمكنهم بشكل سريع العودة إلى مناصبهم السيادية، إما الحكم أو الدمار داخل البلاد.
ولكن هيهات رغم حشد الغنوشي للشارع ومؤيدي حركة النهضة لم يستجب أحد. وهو أمر خطير يكشف أن الحركة تواجه تراجعًا تامًا في الداخل. خاصة أن رسائل الغنوشي كانت تحمل الوعيد للرئيس، إن لم يعدل عن قراراته، ومنها دخول البلاد في أتون الحرب والعنف والتخريب.
وهو ما يستدعي جميع أبناء تونس الخضراء، أن ينزلوا للشوارع لمساندة قرارات الرئيس. بشكل يقطع الطريق على أي محاولة من الجماعة الإرهابية. والتي تسعى إلى تجيش أنصارها، للقفز على المشهد السياسي. على أبناء تونس أن يدافعوا بكل ما أوتوا من قوة عن بلادهم التي اختطفها حزمة من طيور الظلام منذ عودتهم. وتوليهم مناصب عليا في الدولة، على أبناء تونس أن يلتفوا حول بلادهم ويعيدوا لها الأمجاد. على أبناء تونس أن يلقنوا حركة النهضة الإخوانية درسًا يسجل في كتب التاريخ.
فليستلهم أبناء الخضراء التجربة المصرية في التعامل مع الجماعات المتطرفة. إنها الفرصة الوحيدة، فإن عادت النهضة مرة أخرى للحكم. فسنرى قصاص بشكل ممنهج لكل من يخالفهم الرأي. فقد فعلوها عام 2013 مع الشهيد شكري بلعيد ومحمد البراهمي… الفرصة أمامكم لكتابة التاريخ!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية