الأحداث التى تشهدها تونس الشقيقة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإخوان جماعة فاشية أينما وجدت، وأينما كانت لا تعرف إلا الهيمنة والسيطرة والاستحواذ. ولا تعمل إلا لمصلحة أهدافها وأعضائها ومن ينتمى إليها.
والأخطر أنها لا تعرف الانتماء للأوطان، ويختلف مفهوم الدولة لديها تمامًا مع الواقع الموجود جغرافيًا وسياسيًا، وبالتالى فإن فكرة الوطن والأمن القومىي لا قيمة لها في أدبيات جماعة الإخوان، ومرجعهم في ذلك حسن البنا مؤسس الجماعة الذي رسخ فكرة أن الوطن وسيلة وليس غاية. ومن هنا يرى الإخوان أنهم فوق مصر وتونس وغيرهما من الأقطار التي يعيشون فيها ولا ينتمون إليها.
وليس أدل على ذلك من مقولة مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذي قال نصًا – طظ في مصر – وأنه لا يمانع في أن يحكم مصر أي فرد مسلم حتى لو كان من دولة أسيوية، وبالتالي فإن فكرة الدولة لديهم هي السلطانية أو الدولة العثمانية أي دولة الخلافة. وهو الأمر الذي يفسر بوضوح أسباب – قبلة – الإخوان نحو تركيا، ويفسر أيضًا المساندة الكبيرة التي تلقاها الإخوان في أية دولة من رجب طيب أردوغان، باعتبار أنها تحقق طموحه في استعادة إمبراطورية زائلة، وهو طموح استعمارى مثله مثل كل أشكال الاستعمار التي حدثت في القرون الماضية. وهو أمر يفسر لنا كثيرا من الصراعات وحروب الميليشيات التي تحدث في عدد من الدول العربية.
الواضح من الأحداث التي تشهدها المدن التونسية أنها تشكل صورة مصغرة من الأحداث التي شهدتها مصر قبل الاستقرار. وربما يكون أبرز مشاهدها قيام التوانسة باقتحام مقرات الإخوان وإشعال النار فيها على غرار ما حدث لمقر جماعة الإخوان في مصر بالمقطم.
والملاحظ أن خروج آلاف المواطنين لتأييد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد. كانت تعبيرًا عن ترحيب الشعب التونسي ورغبته في إزاحة الجماعة ورئيسها راشد الغنوشي. بعد أن تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية بسبب فشل الجماعة في إدارة شئون البلاد. والعمل فقط من أجل الاستحواذ والانفراد بالسلطة من خلال القبض على مؤسسات الدولة الهامة. ومنها على سبيل المثال المؤسسة القضائية بهدف إفساد ملفات التقاضي في القضايا الإرهابية وأبرزها قضية مقتل شكرى بلعيد ومحمد البرهامي. وحماية مرتكبيها من المحاكمة. وأيضًا حماية أعضائها من المحاكمة في قضايا الفساد المالى.
كما اتهم المتظاهرون التوانسة حركة النهضة بسرقة أحلام الشباب. بعد أن وصلت نسبة البطالة بينهم إلى 20٪ وتدهورت الأحوال المعيشية لشريحة كبيرة من الشعب التونسي. وباتت تونس الخضراء على شفا الإفلاس، بسبب سيطرة الجماعة عليها لحوالي عقد من الزمان.
وفي اعتقادي أن القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس قيس سعيد هي بداية الخلاص من الجماعة وتصحيح المسار وتغيير الأوضاع خاصة وأن الشعب التونسي يتمتع بثقافة كبيرة وسلوك حضاري يمكنه من تجاوز الجماعة والعودة بسرعة إلى مساره الطبيعي في العمل والإنتاج والنمو والعودة بالبلاد إلى وجهها الحضاري الذي عهدناه.
حمى الله مصر وكل الأقطار الشقيقة
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية