السياسة الإعلامية لإثيوبيا لها مجموعة من السياسات لا تتغير إلا إذا حدث تحول كبير في مجريات الأمور. والتي تعتمد على مجموعة كبيرة من الأكاذيب تسعى دائما لترويجها وتبذل جهودا على الفضائيات ووسائل التواصل لتأكيدها. ولعل من أبرز تلك السياسات تمسكها الشديد بأن مشاكل و أزمات أفريقيا لا تحل إلا داخل الاتحاد الأفريقي. ولا تقبل أي وساطة دولية أبدا. لأن ذلك من وجهة نظرها هي تدويل للقضية. ويطيل أمد الأزمة.
وقد حاولت مصر والسودان تدخل القوي العالمية والمنظمات لحل أزمة السد الإثيوبي فرفضت رفضا قاطعا طلب مصر و السودان تدخل المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا مع الاتحاد الأفريقي الذي فشل في حل أزمة السد الأثيوبي ولم يفعل شيئا إلا إستهلاك الوقت لصالح إثيوبيا .
إثيوبيا الآن تستجدي كل دول العالم التدخل لحل قضية أقليم التيجراي الذي هزم الجيش الفيدرالي الإثيوبي وحليفه الأريتري وفضح الضعف الشديد لما يسمى بجيش إثيوبيا الفيدرالي وعرض الأسري منه بالألاف في شوارع تيجراي بعد تحريرها وسابقا رفض السفاح آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام زورا أن يتدخل أي طرف أخر لحل الخلاف بينه و بين أقليم التيجراي. وقال إن ما يحدث إنما هو شأن إثيوبي داخلي بحت و أنه قد انتصر عليهم. وأن القضية قد أنتهت وأنه لم تحدث مجازر ولا تهجير و أن الأمور مستقرة في أقليم التيجراي.
ولعل مباحثات وزير خارجية إثيوبيا مع وزير خارجية كندا التي طلب منه فيها التدخل الدولى للضغط على قوات تحرير التيجراي لوقف القتال وهجماتها المستمرة على الجيش الإثيوبي دليل على أن إثيوبيا تستغيث بالقوي الدولية عندما أصبحت هزيمتها حقيقة على أرض الواقع وتعاني منها فقد أمتدت الحروب داخل إثيوبيا ووصلت حتى جيبوتي بين أقليم العفر و قبائل العيسى وتم قطع الطريق بين إثيوبيا وجيبوتي الذي تمر منه 90 % من واردات و صادرات إثيوبيا.
ولم يعد الإعلام الإثيوبي يتحدث عن أي تنتصارات بل عن المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا. التي لا تتدخل لتهدئة الأمور و رغم أن إثيوبيا بوابة استثمارات الصين العدو والمنافس الحالى لأمريكا في أفريقيا. إلا أنه يستجدي التدخل الأمريكي وينتقدون سياسة بايدن التي تركتهم في حروب أهلية تزداد اشتعالا يوما بعد يوم وأمتدت لتشمل عرقيات التيجراي و الأمهرة وأوروميا والعفر وقبائل العيسى وترتب عليها هجرة عشرات الألوف إلى السودان الذي يلح عليه آبي أحمد الآن التدخل هو أيضا لدى جبهة دفاع التيجراي لوقف الحرب الدائرة هناك بعد أن رفض هذه الوساطة من قبل .
بعد رفع شعار أزمات أفريقيا تحل داخل أفريقيا لسنوات طويلة ترتفع الصرخات الآن للمجتمع الدولي انقذوا إثيوبيا من الصراعات والحروب الأهلية الداخلية. و يظن آبى أحمد وعصابته أن الدعم التركي الذي أعلن عنه أردوغان تركيا سيقلب له الموازين. وينسي أن ذلك سيزيد من أمد الحرب فقد إستعان من قبل بالجيش الإريتري. وظن أنه انتصر انتصارا ساحقا و أنه أنتهى من مشاكل أقليم التيجراي للأبد. و بعدها بأشهر قليلة صرخ طالبا النجدة ويكرر الآن نفس الخطأ. و يظن أن الدواء التركي سيحافظ له مقعده في حكم إثيوبيا و ينسي أنه يطفأ النار بسكب البنزين عليها. وأن دخول الأتراك سيجعل من الصراع عنده صراعا عرقيا له أبعادا دولية. و أن تركيا لم تدخل في صراع فى دولة إلا و تقطعت تلك الدولة و لعل سوريا و ليبيا النموذج الأقرب للتدخل التركي الذي جلب لهذه الدول الخراب حتى الأن .
أما عن الإعلام المصري فنحن بحاجة إلى مواجهة الأكاذيب الإثيوبية و محاولاتها الدؤوبة. لخلق أي أزمة بين مصر و السودان لتفتيت وحدة الموقف والمصير بينهما من خلال التقارير المصورة المدروسة بعناية و إحترافية. التي توضح التعاون الكبير المشترك و المتبادل بين الدولتين. و نشر تلك التقارير على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي ولدينا خبراء على مستوي عالمي لابد من الاستفادة بهم وعلى رأسهم الدكتور هاني رسلان و الوزير السابق محمد نصر علام غيرهم من الخارجية المصرية العريقة و من أساتذة القانون الدولي ومن الأفضل ترجمة هذه التقارير إلى اللغات الأكثر إنتشارا فى أفريقيا لزيادة الاستفادة منها .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية