إن البعض تجاوز في كراهية السادات و أعتبر أن كرهه للسادات هو تقربا و قربانا لمحبة عبد الناصر و عاون اليهود دون إدراك منه فما أن تبدأ الإحتفالات لنصر أكتوبر حتي يبدأ هو في الحديث عن الخلاف بين الفريق العظيم سعد الدين الشاذلي و بين السادات فيترك البطولات الهائلة التي سطرها أبناء مصر بدمائهم و أرواحهم خلال حرب أكتوبر و ينساها و يبدأ رحلة تشويه قائد هذه الحرب لأنه أصبح يري أنه ليس إنتصارا مادامت الثغرة قد حدثت و عبر الصهاينة الي غرب القنال و نسي أنهم حاولوا إحتلال مدينة السويس يوم ٢٤ أكتوبر و خرجوا منها مذلولين مدحورين تاركين وراءهم دباباتهم و قتلاهم و أصبح هذا التاريخ عيدا للسويس كما أن أمريكا بكل ثقلها العسكري أصبحت علنا في قلب المعركة و كانت تبحث عن مخرج لهذه القوات فكان أول طلب من الثعلب اليهودي العجوز وزير خارجية أمريكا و مستشارها للأمن القومي هنري كسينجر هو الإبقاء علي الوضع الحالي بمعني وقف إطلاق النار و القوات الإسرائيلية غرب القناة وهو يعلم أن هذا الوضع الشاذ لن يستطيع الإستمرار فيه لأن هذه القوات تحوطها القوات المصرية من كل جانب و العمليات العسكرية ضدها علي مدار اليوم بالليل و النهار و كان إقتراح سحب القوات المصرية المنتصرة المتمركزة شرق القناة لضرب الثغرة فيه شبهة الإنسحاب و هي الكلمة التي كان يكرهها الجميع بسبب قرار الإنسحاب بعد نكسة يونية ٦٧ و التي بسببها إحتلت إسرائيل سيناء و من المعروف أن الأراء قد تتباين داخل غرف القيادة و أن القرارات العسكرية قد تتعارض مع الوضع السياسي فالسادات رحمة الله عليه كان يعلم أن مصر في وقت إتخاذ القرار ليس لديها القدرة لتحرير سيناء كاملة بالسلاح و الحرب و لكنه عبر القناة بمئات الألاف من الجنود و الدبابات و المدرعات و حطم خط بارليف الذي كانوا يتباهون به و يتحصنون خلفه و حرر أكثر من عشرين كيلو متر بطول القناة و تمركزت فيها الفرق المصرية بكامل أسلحتها و أمريكا و إسرائيل لن تغير هذا الوضع إلا لو إنسحبت أنت بقواتك للغرب مرة أخري و هو ما يعني الهزيمة و لذلك كان قرار عدم عودة القوات من الشرق للغرب هو قرارا سياسيا و عسكريا و ليس عسكريا فقط و قد كتب في هذا الموضوع مئات الكتب و الأبحاث و كلها تؤكد أن الإنتصار في حرب السادس من أكتوبر كان معجزة عسكرية علي كل المقاييس و المعايير العسكرية و أن الجندي المصري المقاتل كان ذروة هذه المعجزة و قد أعترف العدو نفسه بذلك و علي رأس من صرح بذلك صوتا وصورة موشي ديان و شارون و جولدا مائير فلا يصح أبدا ولا يجوز أن يعترف العدو صوتا و صورة بالهزيمة و ينسحب من أرضك إنسحاب الذليل ثم تعود أنت لتكتب عن الثغرة و خلاف السادات و الشاذلي و تشكك بنفسك في إنتصار بلدك علي الصهاينة لتقدم خدمة جليلة لهم لأنهم بالفعل يتمنون أن تنسي الأجيال التي حضرت حرب أكتوبر أن مصر و العرب قد أذلوا الجيش الصهيوني المدجج دائما بأحدث نظم و أنواع السلاح الأمريكية و الغربية كما لا ننسي أبدا أن حليفنا السوفيتي كان يعطي مصر السلاح بالقطارة و لا يعطينا إلا السلاح المتقادم عنده كما لا ننسي أن الروس عندما وقفوا مع بشار الأسد و كان في زيارة للقوات الروسية علي أرض سوريا منعوه من الدخول مع الرئيس الروسي بوتين لتحية القوات رغم أنه رئيس سوريا و هذه القوات علي أرض سوريا و جاءت بناءا علي دعوة منه .
اخبار ذات صلة
إن إنتصار مصر و العرب في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر جعل قادة إسرائيل يفكرون ألف مرة قبل مواجهة مصر عسكريا و أتخذوا أساليب أخري للحرب ضدها و منها إفساد الأجيال الجديدة بكل الوسائل و زرع عادات إجتماعية غريبة عن مجتمعنا الشرقي المحافظ و المخدرات و الأغاني الهابطة و رقص الشباب عريانا بالسنج و السيوف و قتل الإنتماء للوطن في نفوس الشباب و كلنا نعلم أن هناك من يقوم بذلك عن علم طمعا في المكاسب المالية من وراءها ومنهم من يروج لها عن جهل .
لا تجعلوا تصفية الحسابات مع الزعيم القائد محمد أنور السادات تأخذكم إلي أن تتحدوا مع عدو مصر و عدوكم في إهالة التراب علي الإنتصار الكبير في حرب أكتوبر و علي دماء الشهداء الذين فدوا مصر بأرواحهم و لنعلم أن كل من حكم مصر كانت له مميزاته وعيوبه و كانت له قرارات و سياسات صحيحة و أيضا خاطئة فكل من حكم مصر كان من البشر و ليس للملائكة حكم علي وجه الأرض .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F