عادت الدراسة بشكل انتظامي يوميًا في المدارس بعد نحو عامين من الانقطاع، وعاد الحديث عن مشكلات تدور حول التعليم مثل الكثافة الطلابية العالية وتهالك المقاعد وعجز بنسبة وأعداد المعلمين، في أغلب المدارس على مستوى الجمهورية، ونسمع مرة أخرى ونشعر بقلق أولياء الأمور على أبنائهم خاصة مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وسط ذلك كله، أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا بربط تسليم الكتب المدرسية بإجراء صعب على كثير من الأسر وهو سداد المصروفات الدراسية، رغم أن الطلاب يفتقدون لأبسط العناصر التعليمية المطلوب توفيرها في المدارس.
ومع إصرار وزارة التربية والتعليم على عدم تسليم الكتب المدرسية للطلاب دون دفع المصروفات، لمع شعاع أمل، فقد وقف اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، في ظهر الطلاب داخل محافظته ليعيد لهم حقهم الدستوري في الحصول على تعليم مجاني دون تمييز بين غني وفقير.
لمس موقف اللواء خالد فودة قلوب الشعب المصري كله وليس أبناء محافظته فحسب. وأطلقوا عليه لقب القيادي المشرّف، والمحافظ الإنسان الأب، لأنه نموذج المسئول المثالي. الذي يشعر بأبناء محافظته، ويساندهم دون طلب. بعد قراره الشجاع بوقف قرار ربط تسليم الكتب المدرسية بسداد المصروفات. وتسليم الكتب لجميع الطلاب فورًا، ومحاسبة من يخالف ذلك، وأنه سيتكفل بكل المصروفات المدرسية للطلاب غير القادرين على مستوى المحافظة.
لاقى موقف اللواء خالد فودة ترحيبًا واسعًا وإشادات بالغة من أولياء الأمور. ونواب مجلسي الشيوخ والنواب والسياسيين والحقوقيين. لكونه أعاد الحق لأهله وانتصر للبسطاء، فأصبح نموذجًا مشرفًا وسراجًا اقتدى به عدد من المحافظين. منهم محافظا الأقصر والوادي الجديد بعد ما ناله من حب وتقدير في نفوس الشعب المصري.
أدعو جميع المسئولين ورجال الأعمال إلى الاقتداء بمحافظ جنوب سيناء والشعور بواجبهم الوطني ودورهم الإنساني تجاه المواطنين بصفة عامة والطلاب بصفة خاصة، لأنهم صانعو المستقبل، فعلى وزارة التربية والتعليم أن تستشعر واجباتها وتؤديها قبل أن تطلب حقها، وتحل المشكلات الأزلية المتفاقمة في المدارس، وتنفذ مواد الدستور التي تكفل مجانية التعليم وعدم التمييز، وعلينا جميعًا أن نتبرع لصالح العملية التعليمية حتى يحصل أبناؤنا على القدر الكافي من حقه الدستوري في تعليم مجاني.
فعلا.. صدق رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بمحافظ جنوب سيناء، وصدقوا عندما قالوا «المحافظ الإنسان.. رزق».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F