نضال المرأة المصرية على وجه العموم والوفدية على وجه الخصوص ممتد عبر التاريخ. فقد شاركت بقوة في الحياة السياسية خلال ما يزيد عن مئة عام. ووقفت رابطة الجأش، شامخة الرأس، جنبًا إلى جنب مع الرجل، في وجه المستعمر. للمطالبة بالحرية والاستقلال والحصول على الحرية والحقوق الإنسانية. ولا تزال تحمل راية الوطنية وتناضل بقوة ضد أي عدو يحاول المساس بالوطن.
لا ننسى الموقف البطولي الخالد لسيدات الوفد إبان ثورة 1919 عندما خرجن في أول مظاهرة نسائية، يوم 16 مارس؛ لإعلان تأييدهن للثورة التي اندلعت يوم 9 مارس، واحتجاجهن على نفي زعيم الأمة سعد زغلول، وحاصرهن العساكر الإنجليز بالبنادق، ليفاجأوا بعظمة المرأة المصرية وجرأتهن في مواجهة الرصاص، وسقطت شهيدات، منهن: شفيقة محمد ونعيمة عبدالحميد، وحميدة خليل، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، وحميدة سليمان، ويمنى صبيح.
وبقلب مئة رجل، تصدت أم المصريين السيدة صفية زغلول لسلطات الاحتلال وساندت زوجها الزعيم سعد زغلول بعد نفيه لتثبت للجميع أنها تحيا بروحه، فأصدرت بياناً قالت فيه: «إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن».
لم ينس حزب الوفد لحظة ما قدمته المرأة عبر تاريخه من تضحيات نفيسة، وما فعلته من إنجازات وبطولات وطنية وسياسية واجتماعية وعلمية وثقافية، فسار على درب زعمائه الذين قدروا دور المرأة ووقروها، وشهدوا بقيمتها العظيمة، فاعترف الزعيم سعد زغلول بعد عودته من المنفى بدورهن العظيم في ثورة 1919 وقال: «لتحيا السيدة المصرية»، ووضع المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد المرأة على رأس أولوياته، ليمكّنها من المناصب السياسية داخل الحزب وخارجه.
لم يكن حزب الوفد بمنأى عما تفعله الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تمكين المرأة، التي شهدت أزهى العصور في حكمه، فتقلدت العديد من المناصب السياسية في الوزارات والمحافظات، وحصلت على الكثير من الضمانات والحقوق في الدستور، وتكفلت الدولة برعاية المحتاجين منهم وإعادة الغارمات للحياة الطبيعية، وتوفير جميع سبل الحياة الكريمة لهن، وعلى درب الدولة سار حزب الوفد ليدعم ويساند ويمكّن المرأة.
وتمجيدًا لدور الرائدات الوفديات، قرر رئيس الوفد إقامة مؤتمر نسوي سنويًا. يحمل عنوان «مؤتمر المرأة الوفدية» ليصبح عرفًا وتقليدًا جديدًا احتفاءً بدورها عبر التاريخ. وتكريمًا لكل امرأة وفدية أثرت في الحياة السياسية والاجتماعية. وتخطت جميع المعوقات لتصل إلى الصدارة، وتبذل قصارى جهدها من أجل رفعة الوطن وتقدمه. والحفاظ على هيبة وكيان ومبادئ هذا الحزب العريق.
فلتحيا مصر بأبنائها المخلصين.. وتحيا المرأة الوفدية في مقدمة العاملين في خدمة مصر الجديدة مثلما كانت في مقدمة المناضلات من أجل الحرية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F