التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب في اليمن والدعم اللامحدود الذي ناله من حزب الله اللبناني.. وأيام قليلة يخرج علينا بنفس التصريح مقتدى الصدر الزعيم الشيعي العراقي.. أي أنه توجه عام عند الشيعة العرب. بأن السعودية ودول التحالف هي التي اعتدت على اليمن متناسين أن شيعة اليمن من الحوثيين هم الذين انقلبوا على الديمقراطية والحوار المجتمعي الذي كان يدور في اليمن بالاتفاق مع الرئيس الأسبق على عبد الله صالح والذين انقلبوا عليه وقتلوه بصورة بشعة.
فهذه التصريحات تؤكد عدة أمور لابد أن نشير إليها أن أغلب الشيعة العرب ولاؤهم الأول والأخير لإيران. فقط وليس لأوطانهم رغم أنهم الأكثر ثراء والأكثر نفوذا.. ولكنهم أسقطوا دولهم من حساباتهم مقابل الولاء لملالي إيران الذين حولوا دولة كانت تعد منارة الاستنارة في العالم إلى كهف من التخلف والرجعية وأساءت إلى صورة الإسلام أكثر مما أساء إليها التطرف والأرهاب من الجماعات السنية مثل القاعدة وداعش والإخوان.
والأمر الثاني هي خدعة حزب الله الخدعة في الأولى الاسم واختياره بعناية عند تأسيسه. وكلمة حزب الله وهي وردت في القرآن أكثر من مرة واقترنت بالمؤمنين وأنهم الغالبون والمنتصرون. مما جعل أغلب المسلمين يثقون به. والخدعة الثانية عندما أعلن أنه حزب مقاوم يقاوم الاحتلال الإسرائيلي ولاقى دعم جميع من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية خاصة في عام 2006 وقف العالم العربي والإسلامي معهم ونالوا دعما شعبيا واسعا حتى أن صور أمين عام الحزب حسن نصر الله ملأت شوارع مصر واحتفت به كل الدوائر السياسية في العالم الإسلامي.
إلا أن حزب الله تحول وقتها إلى شوكة في ضهر الأمة العربية لصالح إيران. وتحول لأداة تستخدمها للضغط على الكيان الصهيوني في مفاوضاتها حول البرنامج النووي. أي أنه لم يكن جادا في قضية المقاومة. كما تحول إلى مصدر للإرهابين وتم القبض على خلية تابعة له في مصر عام 2009 وهي التي تم تهريبها من السجون في يوم 28 يناير 2011 ووصلوا إلى بيروت مع مجموعات من الإرهابين الأخرين.
وتحول إلى أكبر معطل للحياة السياسية في لبنان عندما يتمسك في كل مرة بالثلث المعطل. ويشترط أن يتولى وزراءه وزارات بعينيها بجانب إشرافه الكامل على مطار بيروت الدولي. ولا يستطيع أحد أن يسأل من دخل إلى لبنان ومن خرج. وعندما ساءت علاقة إيران بدول الخليج خاصة السعودية. أصبح أكبر عدو لها بل تم تشكيل مليشيا آخري في اليمن. حتى تكون شوكة في ضهر السعودية وحاولوا خداعنا بإطلاق اسم أنصار الله عليها. إلا أن الخدعة لم تنطل على المسلمين في كل مكان وأصبح اسمها جماعة الحوثي والأصح مليشيات الحوثي.
ونفس الأمر يحدث الآن في العراق لكن شيعة العراق معروف من البداية توجهاتهم فهم تحالفوا مع أمريكا لإسقاط صدام حسين وعندما سقط صدام حسين انقلبوا على أمريكا خدمة لإيران.
ففي العراق كان هناك مدخلان لها الولايات المتحدة وإيران. لكن مع انسحاب أمريكا من العراق وفوز كتلة مقتدى الصدر بالأكثرية في الانتخابات الماضية. أصبح النفوذ هناك لإيران فهؤلاء اسمهم الحقيقي «أنصار وحزب إيران في الوطن العربي» لأن الله بريء من تصرفاتهم.
أخيرا لكل من يريد أن يفهم ما يحدث في اليمن أقول له عليك مراجعة الموقف منذ تنحى على عبد الله صالح وجلسات الحوار الوطني لوضع دستور مدني للبلاد وما حدث من انقلاب على هذا الحوار الديمقراطي المهم قبل التوقيع على الوثيقة النهائية لأن الحوثيين أرادوا أن يكون لهم مثل شيعة لبنان ثلث معطل في الحكومة حتى يفهم لماذا تريد إيران اسقاط الخليج كله تحت سيطرتها وهو ما فضحته تصريحات جورج قرداحي ومقتدى الصدر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F