توقفت عن الكتابة فترة كبيرة لأسباب كثيرة، كان من أهمها حالة من الحيرة.. أكتب عن الإنجازات الضخمة التي لا ينكرها إلا جاحد وأترك السلبيات. فأتهم بالتطبيل؟
أم أكتب عن السلبيات وأترك الإيجابيات فأتهم بالهدم والتدمير؟
أم كتب عن الاثنين معًا.. فأتحول من كاتب وصحفي مهمته تنوير الرأي العام.. إلى شخص عادي يتحدث عن الإنجاز فرحًا ويتحدث عن التقصير حزنا.
وسألت نفسي.. ما هو الجديد في هذا؟ وما الذي حدث؟
فاكتشفت أن – مصر – تغيرت وتحتاج منا كصحفيين أن نتغير أيضا لكي نستوعب ما حدث من عام 2011 حتى الآن، لأن ما حدث كثير وعميق وعنيف ويحتاج ممن يكتب أن يعيد قراءة الحكاية بعقل وتأنٍ وحياد حتى يستطيع أن يواكب ما حدث ويحدث ويكون صادقًا مع نفسه ومع المواطن فيما يلاحظ ويرصد ويحلل ويكتب.
فبعض المواطنين الذين عاشوا – ومازالوا – فوضى وآثار ما بعد 25 يناير يرفضون ويكرهون من يحاول أن يعارض ويعتبرونه يرجع بهم لأشياء لا يتمنون أن يعيشوها مرة أخرى.
والبعض الآخر يرى من «يطبلون» بأنهم لا يشعرون بمعاناتهم ومشاكلهم العنيفة نتيجة الإصلاح الاقتصادي الذي كان ولابد من السير في إجراءاته.
ولأن معظم الصحفيين وأصحاب الرأي عاشوا على مدار ثلاثين عاما حكم فيها الرئيس مبارك بين مؤيد ومعارض على طول الخط دون توقف.
فأعتقد – وهذا رأي – أن المشكلة الحقيقية الآن تكمن في ضرورة السعي لفهم طبيعة المرحلة التي نتحدث عنها الآن.
ومن أولى ملاحظاتي على هذه المرحلة.. يقال مثلاً ما فيش حزب معارضة؟ وأرد قائلاً.. لأن ما فيش حزب حاكم، فرئيس الدولة لم يشكل ولم يدخل حزباً.
يقال.. ما فيش فضائية معارضة؟ فأرد قائلاً ما فيش رجال أعمال ليهم مصالح.. لأن رجال الأعمال الآن يعملون وزمان كانوا يتصلون.
ما فيش وزير ولا محافظ عنده نقطة تميز ومشهور عشان نلمعه أكتر.. وكمان ما فيش وزير ولا محافظ كسلان لازم نقطعه ذي زمان؟ فأرد قائلاً دلوقتي في خطة عمل للدولة كاملة وكل وزير أو محافظ جزء من الخطة فلا نجد المتميز ولا مجال للكسلان؟
كل اللي أنا قلته مش دفاع.. ده رصد للواقع بأ كد فيه لنفسي وليكم.. إن الحكاية أتغيرت بجد وده دعوة ليا وليكم إن إحنا نذاكر المرحلة من أول وجديد.. ونحاول نتغير ونحاول نفهم.
مستشار رئيس الوفد للاتصال السياسي وإدارة الأزمات
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F