دفاعا عن العقلانية لجابر عصفور، ورواية جبل التيه لمني العساسي، و ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية لمحسن عبد العزيز ،والإمام على وأصول الحكم لحسام الحداد.. وتراب السكك لأنور نصير، واللعب مع طائر مخيف لحسين عبد العزيز. ستة كتب بعضها من الوزن الثقيل، ناقشها باهتمام ملتقى الشربيني الثقافي ،لدي انعقاده مؤخرًا في شبين القناطر . أولى اعمدة الملتقى وأركانه اهتماما كبيرا بالكتب السته ، ومنحوها وقتًا كافيا ليطلوا عليها ، وربما جارت على اعمال إبداعيه و قراءات شعرية من دواوين جديدة أو قديمة متجددة ، ومنها و في مقدمتها ديوان حكايات لجبين كاترين للشاعرة والمترجمة الدكتورة نداء عادل ، وقد حظى رواد الملتقى بقراءة له مفعمة بالمشاعر الجياشة من الشاعرة المرموقة فاطمة هزاع ) ، فيما كانت هناك قراءات أخري في دواوين : نقوش فرعونية للشاعر حسام العقدة، و للهوي جياد للشاعرة ومفتش الآثار بالقليوبية رشا الخطيب.
إقرأ أيضًا
-
وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات مؤتمر الموسيقى العربية.. وتُكرم محمد ضياء
-
وزيرة الثقافة : الاوبرا تستقبل 4 الاف مشاهد يوميا في قلعة صلاح الدين
-
لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب تتوجه إلى المناطق الأثرية بالإسكندرية
جائزة الملتقى ..إهداء لروح رفعت سلام
في البداية أعلن الكاتب الصحفي مؤسس ملتقى الشربيني عن تشكيل اللجنة الخاصة بتلقي الاعمال الابداعية المشاركة في المسابقة التي ينظمها الملتقي لنشر ابداع رواد الملتقى ومتابعيه ممن لم يحظوا بفرصة نشر أعمالهم قبل ذلك ،والتي ستكون بالتعاون مع دار الناشر لمؤسسها الشاعر مجدي أبو الخير ،وستحمل هذه الدوره إسم الشاعر الكبير رفعت سلام .وقد تم تشكيل لجنة سرية لتحكيم الاعمال المتسابقة ، وتخصيص إميل لتلقى الاعمال عليه وتحويلها للجنة كل في اختصاصه ( العامية والشعر الحر) .
عقلانية عصفور تواجه سلفية المجتمع المقيتة
وقد استهلت المناقشات في الملتقى بكتاب الدكتور جابر عصفور دفاعا عن العقلانية، وهو كتاب يواجه السلفية المجتمعية المقيته وتصدي له بالقراءة والتحليل الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد اسماعيل ، خلص في كتابه إلى تأكيد قيمة العقلانيه والتنوير بوصفهما السبيل الوحيد للخروج من مأزق التعقب وإشاعة جو التسامح وحرية الاعتقاد والتعبير واستقلال الجامعه المصريه وكل دعاة الدوله المدنيه معه في ذلك المفصل.
اما كتاب الإمام على وأصول الحكم لحسام الحداد فكان محل جدل بين رواد الملتقى لأطروحاته المختلفة وقد تصدي له بالقراءة والنقد الكاتبان محمد جاد هزاع ومجدي صالح ، وتلى ذلك استعراض كتاب محسن عبد العزيز ليل الخلافة العثمانية الطويل ..لمحسن عبد العزيز وفيه نقد صارخ للعنصرية والمظالم التركية والترهات الاردوغانية حول الخلافة.
الرواية الجبارة
( قرات رواية جبارة عن وجع مصر .أبدعتها الروائية مني العساسي.كاتبة مفعمة بالموهبة ..وتتمتع بدأب شديد وإصرار أشد على تمايز مشروعها الأدبي ، وفيه ثلاث روايات حتي الآن( الأولى نقش على خاصرة الياسمين = الثانية ليالي الهدنة = الثالثة جبل التيه .. بكل مافيها من رؤي وافكار واساليب وتجريب واسقاطات سياسية كثيفة .. نحن أمام أكثر من مسرح للأحداث : قرية الغريق وفيها مصرف الشر، وليلييث الساحرة الشريرة ، و”جبل التيه” حيث محاولة خلق مجتمع المدينة الفاضلة، وكلها بحث وعمل واختراع وابتكار .ومسرح الحب بين بطل الروايه وحبيبته مريم ..ومسرح محطة مصر يوم وقع فيها حادث القطار الشهير. .العنوان جبل التيه يبدو فيه إسقاط واضح ، مصرف “الغريق” فيه إسقاط واضح ، في سطور الرواية تجد اسقاطا-بل العديد من الاسقاطات هذا أحدها- عن واقعنا على لسان البطل خالد القادم من وطن بلا عدل ( يسأل بطل الرواية خالد حينما يجد نفسه في جبل التيه : كيف يتعامل معكم السيد هنا؟ هل هو طيب أم شرير؟ عادل أم ظالم؟ وأردف مطأطيء الرأس حزينًا: فقد أتيت من مكان مات فيه العدل وساد الظلم وجار الحكام وكذب رجال الدين وغلب الفقروامتلأت كروش المنافقين وحكم الجهال وهُمش المثقفون…” أليس هذا هاجس كل حالم بالمدينة الفاضلة؟
الشربيني وقضية للمناقشة :هل يجوز للناقد تجاهل اسقاطات المؤلف ؟
وطرح الشربيني للنقاش قضية مهمه وهي : هل الاسقاطات يمكن اهمالها في الروايه ؟ واذا كانت الروايات اعمالا متجاوزة للواقع من اجل طرح الواقع بشكل مغاير هل يجوز تجاهلها بحيث أن نقادا عديدين في ورشة الزيتون مثلا لم يأتوا على ذكر واحد منها؟
هل الوطن كله يكاد يغرق في مصرف الظلمات ؟ هل هو تائه في جبل التيه ويمتلي ء بالافاعي ؟
رواية “جبل التيه “حافلة بالأحداث والمواقف ..تحدثك عن عالم خيالى مليء بالثعابين وبالسحر الأسود ،ثم تفيق لتجد أنك في العالم الحقيقي .. عام ٢٠١٩.. هل اختارت اسم قرية الغريق لتصف بها وطنا بأكمله ؟ هل اختارت جبل التيه لتقول بنفس المعني أن الوطن كله تائه ؟ وطن يغرق في مصرف الظلمات والخرافات المتخم بالجثث والجيف؟ثم تنقلك لتجد أمامك- أو تعش بنفسك – صورا من الواقع الحقيقي مرسومة بعناية . الروح المستلبة والحياه المذعورة ، والارادة المنزوعة ..المرتهنة بأيدي السحرة وتحت رحمة ثعابين وافاعي النار الذين يحاصرون كل انفاس الحياة ، مجتمع مختنق تحت رحمة الثعابين والحواة والسحرة . وطن غريق ..يحكمه الخوف والمسخ والرعب والجوع والتخلف ..يئن من الفحيح الافاعي ، وفى المصرف العفن يدفن فيه الجميع ويخشاه الجميع الاقتراب منه .
العساسي:”جبل التيه”رواية تمزج بين اليوتوبيا والديستوبيا ..بين ادب المدينة الفاضلة والفاسدة ..أدب الواقع المرير بكل فوضويته
اتقول منى العساسي أنها اعتمدت في كتابة الرواية على المزج بين اليوتوبيا “المثالية” والديستوبيا “الخبيثة”- وأدبها هو ادب المدينة الفاسدة ..أدب الواقع المرير بكل فوضويته ،بكل الشر الذي يحكمه، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلىٰ مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضاً. والديستوبيات تتميز غالباً بالتجرد من الإنسانية فهي نتاج الحكومات الشمولية والكوارث البيئية أو غيرها من الخصائص المرتبطة بانحطاط كارثي في المجتمع.
الإبداع ..شعرًا
– الشاعرة المرموقة فاطمة هزاع ألقت عددا من قصائدها بعد أن أنشدت من شعر نداء عادل :
المقهور والمحتد
لي وطن بحجم اليد
لي وطن أعانق فيه خطواتي التي ترتد
فنسأل عن مصائرنا كما العرجون قد صرنا
وهذا القهر يأسرنا وينخر في رُبا الغد
زرعنا بذره التيه
ولا زلنا نحابيه
وتلك المقصلة تعوي
بلاد الخوف تمتد
بلاد الخوف تترامى
وتزهق من له هامه
لكنّ الروح قوامّه
تشد بعضها بعضا
وتعلوا في سماء المجد
يا أيها الوتر المجنح
قم أطلق عصافيرك البيضاء في المدارات وجنح
أربت علي نفس أدارت ظهرها للضعف سبح باسم أنوار تجلت وقناديل تدلت
،فإذا ما الريح هبت فاحتمي بالموج واسبح
اعلن على الملأ التمرد
واصنع من الطين المبلل بالجراح قصرا ممرد
سر في ركاب العارفين
وامنح التنين الساكن في الزوايا بعضا من التراتيل واصدح
علا خيولك الخرساء تدرك العناء
ينزل الماء المعلق في الفضاء
تنتشي المواقيت وتربح سرها العالق في هيولي الروح
ايتها المصابيح صبي الزيت
فوق الموت المؤقت
علها الأدواء تفرح
ومن قصائد نور الدين نادر اخترنا هذه القصيدة :
كي نعتذرْ
(أهل الكهف)
ساروا، ولكنْ خلف الذي سرقا
وأنتَ من يمَّمَ الرؤى أفقا
هوَّتُهُم في الطريقِ ..هل عَرَفَوا؟
كان عليهم أن يقرأوا الأرقا
يبقى المسيرُ الفتَّانُ فوق حصانِ الرغبةِ الجامحِ الذي نزقا
يَتَّبعُونُ الشعاعَ
دون سؤالٍ
يَعبرونَ السنينَ
دون وِقَا
مثلَ رِحَالِ الجرادِ في شَرَكِ الرملِ
ولا عينُ تكشفُ المِزَقَا
غَرَّهُمُ مَوْسمُ الظما
فمشوا لِعَبْقَرٍ
علَّ فيه بِئْرَ سِقَا
في نُزهةِ الأضواء ابتنوا قُبَبًا
صَلَّوا أمامَ الشيخِ اختبارَ تُقَى
صَلَّوا أمامَ الحشودِ
واعتنقوا لُؤلؤةَ الضوءِ
أينما انطلقا
والناسُ في حَضْرَةِ الشيوخِ دُمًى،
وآفةُ الناسِ الشيخُ إن نَطَقَا
الكلُّ يسعى وراءَ غَيْمَتِهِ
وأنت تبكي على دمٍ هُرِقَا
وأنت تمضي للصمت في جبلٍ
تَتَبعُ -في الخطوِ- الدمعَ والورقا
وَحْدَكَ في الكهف مثلُ مَرْكَبَةٍ
لو مَشَت البحرُ تحتَها انبثقا
إن الحداةَ الأُلى إذا سلكوا
مَسْلَكَ نفطٍ لأدر
المجالس -خاص
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F