وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً .. كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي
وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ ..كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي
أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرقِ .. وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي
أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ الناسَ جَمالاً.. وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي
فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ
هذه الأبيات هي مقدمة قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها” لشاعر النيل حافظ إبراهيم، وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، في لحنٌ بديع للموسيقار رياض السنباطي في عام 1951، عظمة مصر التي استحضرتها أم كلثوم كانت قد استحضرها شاعر النيل حافظ إبراهيم قبل ذلك التوقيت بنحو ثلاثة عقود حين همس في أذنه وحى الشعراء ليبدع بلغة الضاد قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها”، حافظ الذي نال لقب “شاعر النيل من صديقه أمير الشعراء أحمد شوقي كونه أكثر الشعراء نظما في جمال النهر الخالد المتدفق بين الوادي والدلتا في رحلة أبدية أقامت حضارة مصر منذ آلاف السنوات.
هذه الكلمات عادت لتتجسد في الأقصر في احتفالية افتتاح طريق الكباش. لتعود للأجيال الحالية عراقة وحضارة الماضي والتاريخ العظيم.
والأمر هنا يتجاوز فكرة افتتاح متحف جديد كما حدث في موكب المومياوات الملكية، أو إعادة الحياة لأثر كما في طريق الكباش، القضية هنا أصبحت إدارة وإرادة؛ حيث تواجدت الإرادة لدى النظام والإدارة فبات المحقق عظيماً والإنجاز كبيراً.
نعم هذه هي ملامح الجمهورية الجديدة؛ جمهورية تُجسد الإرادة، رشيدة الإدارة، سريعة الإنجاز، تعرف ما تريد، وتفعل ما تخطط لترسم ملامح تاريخاً جديد.
الافتتاحات المتتالية، تُبث ثقافة وروحاً جديدة في مصر؛ ثقافة العمل والإنجاز، لتتجاوز عتبات البكاء على الحضارة والتاريخ المسكوب، تكتب صفحاتً جديدة في دفتر أحوال الوطن، لكنها صفحات فخرا وإعزاز، كما تفاخر الملوك الأوائل وعبروا عن ذلك الفخر والإنجاز في معابد وآثار نقوش ستظل علامة فارقة يُشهد عليها التاريخ حتى تقوم الساعة.
والأقصر المدينة التي عشقها التاريخ؛ قُدر لها أن تكون أيضاً شاهدة على منجزات التاريخ والحاضر معاً، كما شكل “طريق الكباش” محوراً ومساراً مهماً في الطريق للجمهورية الجديدة التي تأكد دعائمها من إنجازاً لأخر في طول مصر وعرضها، وفي كافة الأوجه والمجالات. حيث الجمهورية الجديدة تؤكد على وعي كل مقومات القوة المصرية الشاملة، صلبة وناعمة، وهو ما تجلى في افتتاح طريق الكباش، ومن قبله موكب المومياوات الملكية.
لتحيا مصر بسواعد وعرق أبنائها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية