إلى عاصمة العرب – القاهرة – تتجه الأنظار وتأتى الوفود، وتتوالى التجمعات السياسية والاقتصادية.. ففي لحظتنا الراهنة، ريادة مصر وتصدرها للمشهد الإقليمي، لا يعد مكسباً لمصر وحدها، قدر ما هو رصيد للمكتسبات العربية.
عادت القاهرة من جديد مركزاً للأحداث المهمة وقبلة للساسة وكبرى الشركات العالمية.. وقريباً تعود من جديد عاصمة للعلوم والثقافة والفنون، كما كانت قبل عقود طويلة، وإذا كانت الأحداث المتسارعة والمتلاحقة على أرض مصر لها دلالات كثيرة، وتكشف عن التجربة الفريدة التي نعيشها في الجمهورية الثانية، فذلك لأن مصر تعمل بفكر جديد وصياغة جديدة في كل ما تقوم به محلياً ودولياً.
سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، ولا تكاد تمر أسابيع بدون حدث يجذب أنظار العالم إلى مصر، كما نرى في معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021» الذى تشارك فيه 42 دولة وحوالى 400 شركة عارضة من كبرى شركات العالم في مجال التصنيع العسكري، ولأهمية هذا المعرض قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاحه في حضور عدد كبير من وزراء الدفاع ورؤساء الشركات العالمية، وبرغم أهمية هذا المعرض لمصر على المستوى السياسي، إلا أن له جوانب مهمة أخرى منها الاقتصادي، وتبادل الخبرات والتعرف على أحدث الأنظمة العالمية في هذا المجال.
بالإضافة إلى استعراض مصر لقدرتها التصنيعية من خلال جناح وزارة الإنتاج الحربى، والهيئة العربية للتصنيع، وقبل أيام قليلة من هذا المعرض استقبلت مصر قادة 21 دولة إفريقية يمثلون تجمع منظمة الكوميسا، بعد أن تم اختيار مصر لرئاسة هذا التجمع الاقتصادي العام لدول شمال وشرق إفريقيا.. ولم يكن افتتاح طريق الكباش بين متحفى الكرنك والأقصر في عرض أبهر العالم وجذب الأنظار إلى مصر، إلا واحداً من الأحداث التي تصدر مشاهد الحداثة والتطور التي تحدث على أرض مصر في كل مكان.
إذا كانت القاهرة عادت لنشاطها ودورها المؤثر في محيطها الإقليمي، فذلك لأن مصر تنطلق من أسس ثابتة وقوية داخلياً بعد أن استطاعت في سنوات قليلة أن تستعيد الاستقرار وتنطلق نحو العمل والإنتاج لتحقق نهضة غير مسبوقة في شتى المجالات، وتؤكد قدرتها كدولة كبرى على مجابهة كل التحديات بفضل وعى شعبها العظيم وتماسكه في وقت الشدائد.
والأهم أن مصر تعمل في كل خطواتها بفكر جديد لاستعادة كل ما فاتها من حداثة وتطور.. وقبل أيام كنا في زيارة لمجمع إصدار الوثائق المؤمنة في العاصمة الإدارية بدعوة من الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع، وفوجئنا أننا داخل صرح تكنولوجي عملاق لا مثيل له في الشرق الأوسط وإفريقيا بما يضمه من أحدث آليات التكنولوجيا ومواصفات التأمين العالمية في مجال تصنيع وإصدار الوثائق المهمة التي لا يمكن تزييفها..
وقبل أسابيع تابعنا أيضاً خطوة غير مسبوقة في وزارة الداخلية مع افتتاح مركز الإصلاح والتأهيل في وادى النطرون، في تأكيد على الفكر الجديد الذى تنتهجه وزارة الداخلية في مجال حقوق الإنسان، وفى اعتقادي أن وزير الداخلية محمود توفيق قد أحدث نقلة غير مسبوقة في وزارة الداخلية سواء من حيث عمليات التحديث والتطوير الذى تشهده قطاعات الوزارة أو من حيث الاحتراف والكفاءة الذى وصلت إليه عناصر أجهزة الشرطة في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، وهو ما نلمسه على أرض الواقع لحالة الأمن والاستقرار الذى تنعم به مصر الآن، وساهم بشكل فعال في إلغاء حالة الطوارئ، وتصدير صورة حضارية لمصر من المؤكد تساهم في جذب الاستثمارات والسياحة.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية