تبذل القيادة السياسية قصارى جهودها في ملف بناء الإنسان المصري حيث تسعى الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، بالاهتمام بملف تطوير منظومة التعليم ولاسيما المنظومة الجامعية باعتبارها قاطرة التقدم.حيث يعد التطوير بمجالات العلوم التكنولوجية المختلفة والتي من أبرزها تطبيقات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء ومعالجة البيانات الضخمة، من أحد أبرز وظائف المستقبل لما لها من أهمية استراتيجية في الفترة المعاصرة والمستقبلية. كما برزت قيمة تلك التخصصات من خلال التطورات السريعة للتقنيات التكنولوجية واستخدامتها في جميع المجالات المتعددة وجميع القطاعات المختلفة لتسريع وتيرة التقدم والتنمية.
فمنذ ساعات تابعنا اجتماع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بالمجلس الأعلى للجامعات بمقر جامعة كفر الشيخ. حيث أكد السيد الرئيس علي دعم الدولة الكامل لمنظومة الجامعات وذلك نظرا لدورها الهام وإيماناً بأن التعليم الجامعي المتميز هو قاطرة التقدم التي تقود الأمم إلى مستقبل أفضل. كما وضع السيد الرئيس غايات اساسية لتطوير العمل في الجامعات والتي ترتكز على تعزيز آليات رعاية النوابغ والمتفوقين من الطلاب ودعمهم، بالإضافة إلى دعم عملية ربط منظومة البحث العلمي وما يتبعها من مراكز بحوث متخصصة مع قطاع التعليم الجامعي وإتاحة كافة التسهيلات لإعداد البحوث والدراسات المبتكرة وكذلك تطوير الأنشطة داخل الجامعات من أجل بناء شخصية الطلاب وتعزيز الوعي والفهم الواقعي الصحيح لديهم تجاه التحديات والفرص في مصر.
وكعادة الملفات التي يتابعها الرئيس من وضع متناغم لكافة انشطة الدولة المصرية لربط نتائج التطوير كافة وتعظيم الاستفادة من كافة الأنشطة التنفيذية وربط كافة المدخلات والعمليات والمخرجات بكافة أنشطة التنمية لتكون على مسار التنمية الشامل من أجل تعزيز الخدمة المتميزة المقدمة للمصريين بالإضافة إلى بناء جيل من الكوادر الشبابية المتميزة والقادرة على الإسهام المبتكر في استكمال مسيرة التنمية المستدامة للدولة المصرية، ولترسيخ عامل المعرفة والابتكار والإبداع في المجتمع بالإضافة إلى المشاركة في صياغة حلول علمية للتحديات التي تواجه الدولة المصرية، والمشروعات القومية التنموية في كافة المجالات.
فمجال الذكاء الاصطناعي من أهم المجالات التي تخدم استراتيجية الدولة المصرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع القطاعات ولاسيما القطاع العمراني متمثلا في المدن الذكية، حيث يقابل العالم تحديات كبيرة أبرزها الكثافة السكانية التي لا تستطيع المدن التقليدية ان تتحملها، بالإضافة إلى زيادة معدل استهلاك والضغط على الموارد الأساسية لتلك المدن التقليدية، ومن هنا جاء الإلحاح بضرورة انطلاق مبادرات تنفيذية لإنشاء المدن الذكية معتمده على سياسة التغيير، للارتقاء بطريقة معيشة وعمل ورفاهية الإنسان للوصول إلى المعيشة الاستثنائية، والحد من المسببات الخاصة بالبيئات الملوثة والمزدحمة، لرسم ملامح عالم جديد من التصنيع، وفتح آفاقاً لم يسبق لها مثيل نحو مستقبل نقي وصحي، ففي المدن الذكية تتناغم التقنيات الحديثة مع الطبيعة في انسجام تام للمعيشة تحقيقا للاستدامة بكافة جوابها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
كما تعمل تقنيات تكنولوجيا المعلومات في المدن الذكية على تحسين الخدمات التي تقدمها لمواطنيها بما يسهم في إدارة الموارد بكفاءةٍ وتحسين استهلاك الطاقة. ويعدّ إنترنت الأشياء أهم جزءٍ مكوّن من معظم تطبيقات المدن الذكية، حيث يعمل على توليد كميةٍ هائلة من البيانات التي يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي للوصول إلى القرار الأمثل بما ينعكس إيجابًا على بناء وتطوير المدن الذكية. بالإضافة إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير تحليلًا للبيانات لإجراء التقييم الدقيق لكافة الخدمات والعمليات والمدخلات والمخرجات المقدمة في المدن الذكية والتي من أبرزها الصحة والنقل والمركبات العامة وإدارة المخلفات.
كما تعد مشكلة الإدارة السليمة للمخلفات من أبرز المشكلات التي تواجه المدن التقليدية لعدة تأثيرات أبرزها حجم المخلفات. حيث يشكل تحديًا اساسيا للإدارة الحضرية لإيجاد الطريقة الصحيحة والمستدامة لإدارة المخلفات والحفاظ على نظافة البيئة، ولكن يمكن حل تلك المشكلة من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية من خلال تثبيت المستشعرات الذكية في حاويات المخلفات لزيادة كفاءة الإدارة المتكاملة للمخلفات حيث يتم تحديد وتصنيف المخلفات بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي حسب النوع وبالتالي يتمّ إجراء جميع عمليات الفرز أثناء التخلص من المخلفات، مما يزيد من كفاءة عمليات ومنتجات عملية تدوير المخلفات بالإضافة إلى خفض التكاليف التشغيلية عن طريق التخلص من عمليات الالتقاط غير الضرورية، وتوفير طرق التجميع الديناميكية، وجداول الزمنية لتحسين إدارة المخلفات.
ولا شك أن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يلزم تأهيل جيد وتدريب مستمر وادراج تلك المهارات والمعلومات الأساسية ضمن خطة تدريسية متكاملة وتطوير المنظومة التعليمية الخاصة بها، وهذا ما يؤكد عليه السيد الرئيس دائما لتكون مصر بين مصاف دول العالم المتقدم.. فتحية تقدير لكل مصري يعمل من أجل هذا الوطن العظيم، فتحية إجلال لكل قائد يهتم بنهضه وطنه، فتحية واجبة لكل عين تسهر لكل أيد تعمل، لكل عين تحمي لكل عقل يفكر في نهضة وطننا الغالي مصر… تحية إعزاز لكل من أسهم في تسريع قاطرة التقدم بوطننا الغالي مصر.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية t – F