على ما يبدو أن فيروس كورونا لم يكتفِ بالأحباب الذين اختطفهم في العام الماضي، فهو يصر على حصد المزيد.. هذا اللعين اختطف في العام الماضي أحبابا وأصدقاء أعزاء علينا، فكان عام الأحزان. إلا أنه أصر على أن يبدأ العام الجديد بزيادة وجعنا على مزيد منهم.
فقد فقدنا في يوم الثلاثاء النقابي والصحفي والرياضي والمقاتل والإنسان والأستاذ إبراهيم حجازي صاحب الأيادي البيضاء على أجيال متتالية من الصحفيين، وصنع نجوما ازدهرت في عالم الصحافة الرياضية في مصر ومدت خبراتها إلى الوطن العربي.
فقيدنا الغالي أول من بادر بإنشاء نادٍ للصحفيين النهري على نيل الجيزة. وقاتل من أجل إقامته وإنشائه والحصول على الأرض التي أقيم عليها.. وكان منفذا للصحفيين في أوقات الصيف الحارة.. وكان يكلفنا بأن نقوم بعمل نوبتجيات أثناء إقامته. لتسهيل مهمة العمال كما كان حريصا على التواجد باستمرار حتى تم افتتاح النادي، وسلمه بعد ذلك لأجيال تقوده حتى الآن.
إبراهيم حجازي تحمل ملف إنشاء مبنى نقابة الصحفيين، هذا المبنى الذي يعد مفخرة لكل صحفي، وكان الزملاء العرب يحسدوننا عليه وعلى ما به من امكانيات وقاعات، وكان العمل يتم كخلية نحل مع شركة المقاولون العرب تحت رئاسة المهندس إبراهيم محلب.. وأصبح المبنى ملاذا لكل من يريد أن يعبر عن رأيه سلميا، حتى أننا حصلنا على لقب قلعة الحريات والذي كان مقصورا لسنوات طويلة على نقابة المحامين. ونتمنى أن تعود نقابة الصحفيين إلى دورها التنويري في المجتمع. وأن تعود الحياة بين جدرانها التي أغلقت منذ هذا الفيروس اللعين.
وإبراهيم حجازي كان نقابيا إنسانا لم نطلب منه أن يتدخل في أي أزمه لأي زميل إلا وبادر بحلها، لذا فاز في كل الانتخابات التي خاضها وباكتساح، فكانت لمساته الإنسانية محل تقدير من معارضيه قبل مؤيديه. ورغم أنه كان رئيسا لتحرير الأهرام الرياضي إلا أنه لم يتخاذل في معركة النقابة الشهيرة ضد القانون المشبوه 95 لسنة 1995 المعروف بقانون اغتيال الصحافة، والذي تمت الإطاحة به بعد عام من التحرك النقابي وكان سندنا في المعركة حدة المجلس ووحدة الجمعية العمومية والتفاف شعبي واسع من نقابات مهنية ومنظمات حقوقية حول مطالب إلغائه حتى تحقق لنا ما أردناه، فكان فقيدنا مع زملائه أعضاء المجلس في مقدمة الصفوف ولم يتخلف عن أي اجتماع للجمعية العمومية التي عقدت 11 اجتماعا متتاليا في عام واحد.
فقد فقدنا قيمة كبيرة ليس للصحافة ولكن للوطن، فهناك من يظهر أنه عاشق للوطن. ولكن لا يتحرك لمناصرته إذا تعرض لأزمة.. لكن المقاتل إبراهيم حجازي ورث من خوضه حرب أكتوبر القتال بالقلم. من أجل التحرك في كل المناسبات التي تستدعى دعم الوطن ومساندته. وأنا شهدت مواقف كثيرة للفقيد تؤكد أنه عاشق فعلى لمصر وترابها وخاض معارك ضد الفساد على صفحات جريدة الأهرام.
رحم الله الفقيد الكبير وألهم أسرته الصبر والسلوان. وعزاؤنا الوحيد أن إنجازاته النقابية ستظل شاهدة عليه وتخلد اسمه طالما بقيت. وأقصد هنا نادي ومبنى نقابة الصحفيين. وأتمنى من الزملاء في النقابة إقامة حفل تأبين كبير للفقيد في مقر النقابة تقديرا لدوره النقابي الكبير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية