8 قرارات رئاسية و9 توصيات في ختام منتدى شباب العالم 2022، تلك هي حصيلة منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، وكما ذكر الرئيس السيسي فالمنتدى أصبح منصة حوار وتواصل بين الشباب لتبادل الرؤى بين كل العالم.
ويحق لنا جميعاً أن نفخر بمنتدى شباب العالم؛ سواء من تشرف بالحضور المباشر على أرض الفيروز، أو من تابع جلسات المنتدى المختلفة عبر الشاشات، خاصة وأن تلك النسخة حملت خصوصية وتميز من جوانب عدة:
الجانب الأول: أن المنتدى جاء راسخاً ومحدداً ومنفتحاً على كافة القضايا والموضوعات؛ وَهَا هُوَ رئيس الجمهورية يتلقى أسئلة مباشرة حول عديد القضايا التي يظنها البعض شائكة حول حالة حقوق الانسان، والتظاهر وحرية التعبير والانتخابات وغيرها من القضايا- التي يصر الغرب على عرضها في مضامينه الغربية.
ليرد الرئيس مباشرة ودون مواربة أو التفاف، ويؤكد كما أكد في عديد المناسبات دائماً وأبداً وبــجلاء واضح عبر عن أولويات مصر في هذا الملف بقوله «أننا أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل شعبها في ظروف في منتهى القسوة وشديدة الاضطراب».
وإن الرؤية المصرية لإشكالية الديمقراطية ما بعد يناير 2011 ثم يونيو 2013 ترتكز إلى أن الحقوق الاجتماعية لها الأولوية ثم تأتى الحقوق السياسية في معالجة لاضطراب ما بعد يناير 2011، وهو ما أكد عليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يعتقد أن الديمقراطيات تصبح سيئة ولا يمكن الارتكان إليها عندما تعيد إنتاج الفقر، ودلل بذلك بكثير من النماذج لحالات الغضب الشعبي على الديمقراطيات في أمريكا اللاتينية.
حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن المواطنين الأكثر فقراً هم الأقل نزوعاً لتبنى الديمقراطية، وليس معنى ذلك أننا ندعو لنظام غير ديمقراطي. لكن الدلالة الأهم في رد الرئيس كانت أننا دولة لا تدفن رأسها في الرمال في مواجهة قضاياها، وأننا ليس لدينا ما نخجل منه، وأن الأخطاء يتم مواجهتها وتصويبها.
الجانب الثاني: أن المنتدى أصبح منصة هامة لصياغة وصنع السياسات، ليس فقط على المستوى الوطني، لكن على المستوى الإقليمي القاري والعالمي أيضاً، والقرارات الرئاسية في ختام المنتدى تحيل تلك السياسات إلى آليات التنفيذ الفوري، وتدحض بذلك مزاعم الهجوم على المنتدى بأنه مجرد «مكلمة إعلامية».
الجانب الثالث: إعلان الرئيس عام 2022 عام المجتمع المدني؛ يمثل نقلة نوعية وخطوة كبيرة في الطريق نحو الجمهورية الجديدة، ويبقى أن يلتقط القائمين على المجتمع المدني في مصر المبادرة وأن تسعى لعلاقة أكثر تكاملاً مع الدولة في إطار المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهو الدور الأبرز والأهم للمجتمع المدني، وليس علاقة تنافس سياسي.
الجانب الرابع: مع الوضع في الاعتبار أهمية أجندة المنتدى حيث تركز بالأساس على القضايا التنموية خاصة في ظل الجائحة، لكن تبقى أمنية مهمة وحثيثة أن يشتمل المنتدى على منصة لقضايا التنوير وتصحيح المفاهيم، تعمل على صياغة «استراتيجية وطنية للتنوير»، والتي أصبحت ضرورة لا رفاهية في مواجهة الهجمات المتتالية لكتائب الجماعات الظلامية التي تتحين الفرص لتبث سمومها الظلامية المظلمة تحت ستار الدين؛ هذه الهجمات الظلامية تعبر عن تراجعاً واضحاً وتردي كبير لأفكار التنوير والوعي في مواجهة الجمود والتطرف.
الان ليس من فرصة سانحة لإقرار دولة التنوير أفضل من ذلك، في ظل وجود الرئيس السيسي، والذي يهتم ويعي أهمية تلك القضايا ولا يهاب الخوض فيها، ولعل كلمة الرئيس في الكاتدرائية خير دليل على ذلك حيث يؤكد الرئيس دائماً وأبداً على أن مصر في الجمهورية الجديدة «دولة مدنية حديثة».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية