هذه أذكي وأقل الكلمات لأطهر دماء، هم شموعاً مضيئة ونجوماً ساطعة في عقل ووجدان وتاريخ الوطن، في التاسع من مارس من كل عام تحتفل مصر بـ يوم الشهيد، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض في عام 1969، الذي قرر أن يكون بين أبناؤه من الجنود أبطال القوات المسلحة في ثاني أيام حرب الاستنزاف لتكتب له الشهادة على جبهة القتال.
ومن 1969 إلى يونيو 2013 تشاء الأقدار أن أعيش أنا وجيلي لحظات الفخر والإعزاز ونحن نتابع مواكب الشهداء الأبطال من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية، لكن هذه المرة كانت الشهادة في مواجهة عدو أكثر خسة، وأكثر ندالة، كانت المواجهة مع كتائب وميليشيات وفلول الإرهاب، وأيضاً عناصر المجرمين، التي انطلقت لترويع الآمنين في مختلف أنحاء الوطن، كذلك شاءت الأقدار أيضاً أن تكون أرض الفيروز في سيناء مسرحاً جديداً لبطولات العزة والفداء، ليقدم أبناء مصر كل غال ونفيس وليس أغلى من الأرواح والدماء فداءً لهذا الوطن. فكان المنسي وأبطاله، وهذا البطل مبروك، وذلك البطل محمد صلاح. ابن الجيزة الشجاع، وهذا بطل كفرالشيخ، وذاك ابن مصر البار من دمياط. وغيرهم المئات ممن ضربوا أروع أمثلة التضحية والفداء.
فكرة الشهادة لدي ـــ وأنا أفتخر بأنني ابن لأحد أفراد القوات المسلحة. خاض حربي الاستنزاف وأكتوبر ثم واصل شرف الخدمة في صفوف القوات المسلحةـــ. دائماً ما كانت مقترنة بالزهو والاندهاش في نفس الوقت. وتثير تساؤلات عميقة لدي حول تلك القدرة، وهذه العقيدة التي تستحوذ على إنسان ما ليضحي بأغلى ما يملك؟، ليضحي بدمائه وحياته. لكنها مصر، وعقيدة جيش مصر منذ فجر التاريخ الذي يرفض الهزيمة، يحمي الأرض والعرض حتى أخر نقطة دماء.
لذلك لا أتعجب وأنا أرى الغيظ والحسد من وحدة قواتنا المسلحة وقواتنا الشرطية وأجهزتنا الأمنية، لأن من يحسد ويكيد لا يعلم، أنها العقيدة المصرية الوطنية، وأنه تراب الوطن ومقدراته. وهذا سر المكانة الكبيرة للجيش والشرطة في نفوس المصريين على مر الأحداث والسنون مهما كانت محاولات الكيد والوقيعة، ولم لا وهم أبطال مصر لا يهابون الموت أقسموا على الشهادة أو النصر المبين.
تلك الدماء والتضحيات العظيمة منذ يونيو 2013 لحفظ الأمن والحفاظ على وحدة الوطن، هي التي مهدت الطريق لعبوراً جديد نحو الجمهورية الجديدة، وليبقى كل شهيد تاج على رؤوسنا جميعاً، نذكرهم جميعاً بالفخر والاعتزاز ونحو نخطو كل خطوة، ونسير على كل طريق جديد في ربوع الجمهورية الجديدة. ولولا الشهادة ما ارتفعت راية الأوطان.
رحم الله الشهداء الأبرار.. حفظ الله مصر.. حفظ الله الوطن.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية