ليست نهاية العالم ألا نذهب إلى كأس العالم فيفا قطر 2022.. ولن تكون المرة الأخيرة التي نخفق في الوصول إلى هذا المحفل الدولي.. فالرياضة كما تعلمنا مكسب وهزيمة.
ويجب أن نتقبل الهزيمة بروح رياضية يسودها التسامح.. فهزيمة المنتخب الوطني تمت بأرجل لاعبينا عندما أهدروا ركلات الترجيح الواحدة تلو الأخرى بغرابة وليس بسبب تفوق منتخب السنغال.
والهزيمة حدثت بالفعل وتقبلها المصريون ونسوا ما حدث في اليوم الثاني. ولكن يبقى السؤال المهم الذي نطرحه في كل مرة بعد كل هزيمة كبرى في الرياضة: ماذا نفعل حتى لا تتكرر؟
هذا السؤال يطرحه المصريون منذ سنوات طويلة ويخرج علينا المسئولون أن هناك خططا ومشاريع لخلق أبطال رياضيين قادرين على المنافسة عالميا.. وعندما تأتي المنافسة العالمية لا نجد أحدا. وأقرب دليل ما حدث في أولمبياد طوكيو.. والأداء الهزيل للبعثة المصرية التي وصفت وقتها بأنها أكبر بعثة مصرية في التاريخ تشارك في الأولمبياد وتبين أن الأبطال الحقيقيين بقوا هنا وسافر أبناء المسئولين في الاتحادات الرياضية.
وتلاها الإخفاق على مستوى جميع الألعاب الفردية والجماعية اللهم لعبة وحيدة يحتكرها المصريون وهي الاسكواش وهي لعبة خارج إطار الأولمبياد – ومن أجل هذا ترفض اللجنة الدولية الأولمبية اعتمادها – أما باقي الألعاب فحدث ولا حرج إخفاق تلو إخفاق.
هذا السؤال يحتاج إلى إجابة من جميع المسئولين عن الرياضة المصرية ومن صانعي القرار ومن اللاعبين السابقين البعيدين عن الشللية والمحسوبية الموجودة في إدارة المنظومة الرياضية المصرية وليس من الشلة المحتكرة الظهور في القنوات الرياضية.. فوزير الشباب والرياضة مطالب بالإجابة عن هذا السؤال ولجنتي الشباب والرياضة في مجلسي النواب والشيوخ مطالبين بالإجابة أيضاً.
فعلى مستوى اتحاد الكرة تفرغ المجلس الجديد منذ استلام مهامه للتخلص من الموظفين الذين يعتقد أنهم محسوبون على المجالس السابقة.. ولم يعلن حتى الآن عن خطة لتطوير المنظومة الكروية من مسابقات وحكام ومدربين وأندية وأكاديميات ولم يعلن عن مشروع محدد ينفذه طوال مدته فيه أهداف تصل بنا إلى نتائج قابلة للتحقق.
ونفس الأمر ينطبق على كل الاتحادات الأخرى واللجنة الأولمبية الدولية عليهم الإجابة عن أسئلة مهمة فما هي أهدافكم وكيف ستحققونها وما النتائج المتوقعة في المنافسات العالمية القريبة منها والبعيدة؟ وكيف يمكننا أن نكتشف الأبطال الحقيقيين الموهوبين من كل مكان في مصر وليس أبطالا وهميين كل مؤهلاتهم أنهم أبناء رياضيين أو عاملين في الوسط الرياضي سابقين.
أين الكشافون الذين يتم اختيارهم بعناية من قبل الاتحاد والأندية يجوبون مصر من شمالها إلى جنوبها. ومن شرقها لغربها للبحث عن المواهب في الريف والمدن البعيدة؟ ما خطة كل اتحاد والمركز المتوقع في المسابقات القادمة وكيف يتم حساب القائمين عليه إذا أخفقوا في تحقيق ما أعلنوه؟
هي أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابات واضحة وخطط معلنة ومشروعات محددة قابلة للقياس والتقييم.. وقبل كل هذا يجب أن نتخلص من الشللية المحتكرة للوسط الرياضي التي تحولت إلى مراكز قوة. حققت مكاسب مالية لا تعد ولا تحصى.. القضاء على الفساد في الوسط الرياضي يحتاج إلى ارادة قوية تضرب بيد من حديد. حتى نعيد الهيبة الرياضية إلى مصر مرة أخرى.. هذه السطور رسالة لكل القائمين على الرياضة في مصر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية