ربما يكون قد تخطى الستين بسنوات قليلة، بنظرة سريعة أستطيع أن أقول إنه لم يحلق ذقنه منذ شهور، وإن ملابسه ليست بالنظيفة.
قلت له عندما اقترب مني في إشارة من إشارات وسط البلد، طالباً المساعدة، قلت له «تركت المعادي ووقفت الآن فيوسط البلد حسناً بداية جديدة»، حيث إنني كنت أشاهده كثيراً يردد ذات الكلمات المحفوظة كالأكليشيهات.. «ربنا يبعد عنك المرض.. تفرح بأولادك».
قال رداً على استفساري «مش بإيدي والله المعادي كانت أحسن والناس هناك كانوا عرفوني خلاص»، وتغير لون الإشارة إلى اللون الأخضر.
وتركت الرجل وسألت نفسي ما معنى تلك الكلمات التي قالها هذا الرجل، وأنا أعلم أن الإجابة لا تحتاج إلى عبقرية لمعرفتها فالأمر ليس بيده، إنما في يد آخر أو ربما مجموعة «عصابة» تقوم بتوزيع الأماكن على هؤلاء حتى لا يتم حفظ أشكالهم لدى الناس، يقومون بتغيير أماكنهم من وقت لآخر.
إن هؤلاء الذين نشاهدهم ما هم إلا وسائل لجمع المال لحساب زعماء يتحكمون في مهنة الشحاتة.. ولكن الأمر الخطير من أين يأتون بهذا العدد من الأطفال؟.. وهؤلاء الأطفال قنابل موقوتة سوف تنفجر يوماً في المجتمع، أصحاب الحاجة الحقيقيون لا يقفون في الإشارات ولا لهم إعلانات.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية