أقصد من هؤلاء تلك الأشخاص الذين يدعون أنهم تجار، رغم أن ما يصدر منهم لا ينم عن هذه المهنة.
فإن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف كانا تاجرين وهما من العشرة المبشرين بالجنة، لأنهما التزما بشروط التجارة من عدم الغش وعدم احتكار السلع وحبسها والرضا بين المتعاملين معهم والاعتدال في الكسب.
ومن صفات التاجر الحقيقي إتمام المعاملات التجارية دون تعس أو ظلم أو إكراه. من الظلم أن يغالى التجار في الربح حيث إن الفرد في العادة يسعى لاكتساب ما يكفي حاجاته الضرورية له ولأجل بيته ومن يعول.
معنى هذا أن التاجر يوازن بين عمله وسعيه للكسب من التجارة وعلاقته بالمجتمع فإذا كان تاجر حبوب وتجاوز حاجاته. فإن كافة التجار الذين يتاجرون في سلع أخرى سوف يرفعون أسعارهم لمواجهة هذه الزيادة.
هكذا الحياة، منك وإليك، فهل تسعير البضائع حل لمواجهة جشع هؤلاء التجار. فهذا ليس جائزاً إسلامياً. إلا في سنين الأزمات، إذ غلا السعر في عهد رسول الله – (صلى الله عليه وسلم) – فقالوا: يا رسول الله سعر لنا، فقال: «إن الله تعالى هو القابض والباسط والرازق والمسعر وإني لا أرجو أن الله وليس أحد يطالبني بمظلمه في نفس ولا مال» ولا أرى أزمة أكبر من الأزمة التي نعيشها في حرب ووباء حتى أصبح تسعير السلع لمصلحة الفقراء أمراً ضرورياً لوقف جشع هؤلاء.
لم نقصد أحداً !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية