«عايزينها تبقى خضرا.. الأرض اللي في الصحرا، ونقدمها لمصر هدية حاجة جميلة ومعتبرة».
كانت هذه الكلمات الجميلة لصلاح جاهين تصاحبنا ونحن نستعد للذهاب إلى المدرسة في السابعة صباحاً. كمقدمة للفقرة الزراعية في برنامج «صباح الخير يا مصر» للمجتهد صديق الفلاح عيد حواش.
لا أعلم لماذا ترددت على ذهني هذه الكلمات وتلك النغمات وأنا اتابع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع «مستقبل مصر» الذي يقع في نطاق المشروع القومي العملاق «الدلتا الجديدة» والذي يهدف لزراعة مليون فدان. حيث يساهم «مستقبل مصر» بزيادة الرقعة الزراعية بنحو 500 فدان.
لذلك رأيت كلمات صلاح جاهين معبرة ومجسدة لواقع تنموي جديد. فالكلمات التي كنت أسمعها وأستيقظ على لحنها الحماسي للموسيقار محمد الموجي. ها هي تتحقق وتتحول الصحاري الصفراء إلى أرضاً زراعية مثمرة خضراء.
«مستقبل مصر» خطوة في طريق حلم كبير يتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والغذاء، ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ليسا شيئا واحدا؛ فالاكتفاء الذاتي يعني أنك تنتج كل ما تحتاج إليه من غذاء. والأمن الغذائي يعني أنك تستطيع الوصول إلى الغذاء المتاح بسعر في متناول الجميع.
وجهود الدولة المصرية تسير في الاتجاهين جنباً إلى جنب، من خلال خطة متعددة المراحل لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ليس فقط من خلال إضافة رقعات زراعية جديدة. لكن أيضاً عبر إضافة طاقات جديدة لوحدات تخزين الحبوب والغلال ممثلة في المشروع القومي للصوامع.
فمن خلال التوسع الأفقي في الزراعة المتمثل في استصلاح الأراضي في مناطق جديدة لتوفير احتياجات المواطنين؛ زادت مساحة الأراضي المنزرعة في مصر بنسبة 9%، لتصل إلى 9.7 مليون فدان في عام 2021، مقارنة بـ 8.9 مليون فدان في عام 2014.
وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تدبير الموارد اللازمة لتوفير الاحتياجات من الحبوب والغلال وغيرها من المنتجات، وهو الأمر الصعب في ضوء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم الآثار السلبية لكل من الأزمة الروسية الأوكرانية، والأزمة المالية العالمية وتباعاتهم على سلاسل إمداد الغذاء.
ووفقاً لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ــ والذي أدعو الجميع لمتابعة تقاريره وبياناته على الموقع والصفحة الرسمية ـــ فقد سجلت أسعار السلع الغذائية العالمية قفزة كبيرة في مارس 2022 لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بزيادة 12.6% عن شهر فبراير 2022 وهو اعلى مستوى على الإطلاق منذ عام 1992، وهو ما يوضح أهمية التحوط لمخاطر تقلبات الأسعار والأسواق العالمية عبر السياسات الوقائية والدراسات المستقبلية التي تقينا شر الأزمات، وتمكنا من احتواء آثار تلك الصدمات.
وحقاً وكما شدت الأغنية فمشروع «مستقبل مصر» هدية لمصر «حاجة جميلة ومعتبرة».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية