حرمة ظهور الأنبياء على الشاشة؛ وأزمة الأفلام العالمية التي أُنتجت عن الأنبياء برؤية صهيونية؛ تلعب فيها السياسة والأهواء الشخصية دورًا كبيرًا. وأن هناك دائمًا مساحة من الاعتقادات الشخصية تسيطر على المبدعين عند الاقتراب من قصص الأنبياء؛ وفي أحيانًا أخرى تسير تلك الأعمال على هدى قصص الأنبياء في القرآن الكريم. أو التوراة والإنجيل. هذا ما خلصت إليه الندوة التي أقيمت حول كتاب «المسكوت عنه في سينما الأنبياء» للكاتبة حنان أبو الضياء من خلال ملتقى السرد العربي وشارك فيها الكاتب والناقد الكبير ا٠د حسام عقل والناقد ا٠ خالد الصور، والدكتور أمير الشبل. وتنسيق وأدارت الندوة ا٠عزة عز الدين.
اقرأ أيضا:
-
حقيقة الإسرائيليات والشطحات الفنية في كتاب «المسكوت عنه في سينما الأنبياء»
-
المسكوت عنه في سينما الأنبياء كتاب جديد لحنان أبو الضياء
-
حنان أبو الضياء في ملتقى السرد العربي
حضر الندوة مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي ومنهم أ. مصطفى عبيد، أ. أحمد النجار، الأستاذة وفاء بكري، الكاتبة الصحفية فكرية أحمد. الناقد الفني د. أحمد اسامة عمر. أقيمت الندوة بمقر هيئة خريجي الجامعات الذي تشرف عليه الاستاذة حنان منصور.
حيث أكدت الكاتبة حنان أبو الضياء أنها لا تعرف لماذا لا يستثنى فقط من التشخيص الأنبياء أولي العزم ويتم الاستعانة بهالة ضوئية للتعبير عنهم؛ أما باقي الأنبياء فلا مانع من ظهورهم؛ ولنا في دراما يوسف الصديق نموذجًا يحتذى؛ فتشخيص يوسف كان سببًا في معرفة الكثيرين له؛ ولأنبياء آخرين.
وأشار الدكتور أمير الشبل إلى أنه يشارك المؤلفة وجهة النظر الى أن هناك هدف سياسي ودور للوبي الصهيوني في تحفيز السينما العالمية على إنتاج أفلام تتمحور حول الأنبياء في العهد القديم من أمثال نوح وموسى وغيرهما؟ بشكل يصل إلى حد الظاهرة؛ التي انطلقت مع بدايات السينما في أواخر القرن التاسع عشر، وصولا إلى اليوم، ولم تفقد مرة وهجها؛ رغم أن الوسائل التقنية بين هذه الأفلام تطورت مع مرور الوقت، وهذا طبيعي، إلا أن القاسم المشترك بينها هو ضخامة الإنتاج، وتجسيد نجوم عالميين شخصيات الأنبياء من بينهم: شارلتون هيوستون وراسل كرو وغيرهما.
لا شك في أن هذه الأفلام تستقطب جمهورًا كبيرًا، باعتبار أن حبكة القصص في الكتاب المقدس ممتعة وثمة تآلفًا مع أبطالها، وتتمحور الروايات حول الخير والشر؛ فضلاً عن أنها تزخر برسائل إنسانية ومادة درامية تحمل قيمًا فنية، حتى إن بعضها يعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية ونال جوائز أوسكار؛ وحققت حتى الآن أرباحًا كثيرة؛ ورغم أنه بين الحين والآخر تنال تلك الأعمال قدرًا كبيرًا من الهجوم والرفض من رجال الدين في الديانات الثلاث؛ إلا أن هذا لم يمنع هوليود من التحضير لأعمال جديدة.
وأشار الدكتور الشبل إلى ما تضمنه كتاب ( المسكوت عنه في سينما الأنبياء) من تناقض اليهود الصهاينة في العالم، فهم ينددون بكل فيلم يتحدث عن المسيح وآلامه وعلى رأسها فيلم «آلام المسيح» للممثل والمخرج الأميركي ميل جبيسون، في المقابل لا نرى أو نسمع بأية ردة فعل غاضبة أو على الأقل معترضة على العديد من الأفلام التي يصنعها دعاة اليهودية متهمين فيها العالم بأفظع الجرائم، والتي يعبرون فيها عن تصوراتهم حول المسيح المخلص الخاص بهم.
ليس هناك سر رهيب يقف وراءه القضية إنما كل ما في الأمر أن دعاة المسيح، عليه السلام، يروجون للعقيدة المسيحية بكل ما تحمله من مفاهيم ورموز وأبعاد عن الخير والشر في إطار «السينما الواقعية» أما أتباع الصهيونية فيلجئون للترويج عن اعتقادهم بالمسيح اليهودي المخلص، ويلجئون إلى أساليب الخيال العلمي والرمزية في فضاء سريالي من القصة والحبكة والأداء في عالم السينما.
وهنا يكمن الفرق الكبير بين الرؤيتين. ذلك النمط من الواقعية والذي يتضمن أشكالا من المباشرة في السرد والخطاب، لا يحتمل الكثير من التأويل والتفسير حول ما يقصد كاتب السيناريو أو المخرج من الرسالة التي عمل على إيصالها من خلال الفيلم.
أشار الناقد خالد الصور الى محاولات يوسف وهبي بتقديم عمل فني يتناول شخصية سيدنا محمد، ولكن هذا العمل هجم ولم يرى النور .
وأشار الدكتور والناقد الكبير حسام عقل إلى وضع الكاتبة قاعدة درامية نموذجية للأفلام لمناقشة تأرجح سيناريوهاتها بين الحقيقة والخرافة؛ وأثر شركة فوكس القرن العشرين على إنتاج تلك الأفلام وخاصة أنه من المعروف أن أعضاء الجماعة اليهودية لعبوا منذ الأعوام الأولى للسينما، دورًا أساسيًا في تطور هذه الصناعة وكانوا بارزين في كل فروعها، ولعبت تلك الشركة دورًا كبيرًا في إنتاج أفلام عن الأنبياء اعتمدت في تقديمها على ترسيخ الإسرائيليات في العقول.
وأن السينما العالمية قدمت فيلمين مشهورين في مصر عن النبي موسى بعنوان الوصايا العشر The Ten Commandments الأول صامت يحكي قصة حياة موسى النبي وخروج شعب إسرائيل من مصر تم إنتاجه عام 1923 وكان من إخراج «سيسيل دي ميل» وبطولة ثيودور روبرتس في دور موسى النبي وتم إعادة إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1956 بالألوان أخرجه أيضًا دي ميل وكان من بطولة شارلتون هيستون وكان مقتبس عن رواية Pillar of Fire للكاتب جي. إتش. إنجرهام
العديد من النصوص في الفيلم والحوار مأخوذة من سفر الخروج في الكتاب المقدس وذلك مع وجود بعض الاختلافات كإضافة شخصيات أو أحداث وحوارات.
وـشار د. عقل إلى أن الكاتبة كانت دائما ما تشير إلى ما تحصده الأفلام من إيرادات؛ فعلى سبيل المثال حصد فيلم الوصايا العشر نجاحا باهرا فجمع أكثر من 185 مليون دولار في (شباك التذاكر الأمريكية)، ويعتبر خامس أكثر الأفلام نموًا في الإيرادات في تاريخ الولايات المتحدة وكندا حيث جمع حتى (2010) حوالي 977 مليون و260 ألف دولار.
أشار د. عقل أيضا إلى أن الكتاب به فصل عن الأنبياء الملوك؛ ومنهم سيدنا داوود عليه السلام الذي تعاملت معه السينما بشكل درامي من خلال عدة رؤى توراتية وكلها ركزت على الحكايات التي تُروى عن حروبه وعلاقته بتشبع؛ ولم يقتربوا من داود الأواب والذي سبحت معه الجبال والطيور. ولم تشر أيًا من الأعمال الفنية تلك إلى العلاقة التي تربط بين سيدنا داود وجالوت وطالوت بشكل كافيًا. وسيدنا سليمان؛ هو ثاني ملك على مملكة إسرائيل الموحدة 1011 ق.م. – 971 ق.م. وأحد أنبياء بني إسرائيل حسب العقيدة الإسلامية، إلا أنه في اليهودية يعتبر ملكًا وليس نبيًّا.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية