يمر قطار العمر بنا جميعا ولكنه يتوقف عند لحظات فارقة.. لحظات فارقة تكون بمثابة شعاع نور يضئ ظلمات الحياة… لحظات فارقة تكون بمثابة طاقة أمل تبعث السكينة لمواجهة صخب الحياة.. لحظات فارقة تكون بمثابة غذاء للروح لتصلح لنا طريق الحياة.. لحظات فارقة تشكل المستقبل لنا ولأولادنا.. لحظات كانت فارقة وأصبحت أيقونة وستظل في وجداننا أبدا ما حيينا بل سنحكي وسنتحاكى بها لأولدنا ولأحفادنا.. ولعل أبرز تلك اللحظات هي انتصار ثورة ٣٠ يونيو المجيدة.
ولعلنا تابعنا كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمناسبة ذكرى ثورة يونيو المجيدة حيث بدأ سيادته كلمته «بشعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم.. في حياة الأمم والشعوب أيام ليست كغيرها من الأيام يكاد الزمن عندها يتوقف، ويتباطأ دوران عجلة التاريخ احترامًا لإرادة الأمة عندما تريد الحياة، والشعب عندما يرفض العبث بمقدراته ومستقبله، وبحكم تاريخها المجيد مرت على أمتنا العريقة أيام مثل تلك، من بينها بل ومن أمجدها يوم الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ الذي سيبقى خالدًا في وجداننا جيلًا بعد جيل.. إن ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن الغالي، لحظة اختار فيها المصريون المستقبل الذي يرتضونه لأبنائهم وأحفادهم اختاروا فيها الدولة المدنية الحديثة بهويتها المصرية الوطنية المتسامحة والمنفتحة على العالم، لحظة أعلن فيها المصريون للعالم أجمع أن هدوءهم لم يكن إلا قوة، وصبرهم لم يكن إلا صلابة، وتسامحهم لم يكن إلا حكمة متصالحة مع الزمن».
كلمات بين الرئيس وشعبه.. كلمات خرجت من القلب ووصلت إلى القلب.. كلمات عبرت عن ماضي عشناه وحاضر نعيشه ومستقبل نحلم به.. كلمات كانت بمثابة توثيقا لجهود مباركة من رجال مصر الأوفياء.. كلمات كانت بمثابة تذكرة بأن الدولة المصرية على العهد باقية.. كلمات عبرت عن صفات المصريين بقوتهم وصبرهم وتسامحهم.
واستكمل فخامة الرئيس كلمته قائلا: «في ثورة الثلاثين من يونيو كان صوت مصر هادرًا ومسموعًا يقول إنها أكبر من أن تختطف وأعظم من أن يتصور أحد أن بمقدوره خداع شعبها العريق وعلى مدار أيام هذه الثورة الخالدة كتب المصريون لأنفسهم على اتساع مدن مصر وقراها دستورًا مباشرًا نابعًا من ضميرهم الشعبي عنوانه أن مصر للمصريين ومصيرها لا يقرره سوى أبنائها المخلصين…. شعب مصر العظيم، إن روح ثورة الثلاثين من يونيو بما تمثله من تحد وقدرة على قهر المستحيل ذاته ما زالت هي نبراس عملنا حتى اليوم، وشعاع النور الذي يقودنا ويلهمنا في التصدي للتحديات الراهنة بعد أن نجحنا بفضل الله وإرادة الشعب في اجتياز تحديات توهم المتربصون، بل وتمنوا أن تكسرنا وتقضي علينا، وبئس ما تمنوه واجهنا موجات عاتية من الإرهاب الأسود، تحالفًا ملعونًا بين قوى شر ودمار أرادت وما زالت تريد النيل من وطننا، تلك الموجات التي تحطمت على صخور إرادة المصريين الصلبة، وكما فشل الأشرار من قبل سيفشلون مجددًا بإذن الله وبتماسكنا ووحدتنا».
حوار بين الرئيس وشعبه يتذكر من خلاله أحداث وتحديات وقدرة على قهر المستحيل وتحقيق الانجازات.. حوار يتذكر فيه الجميع تماسك وصلابه واستجابة الدولة المصرية لمطالب هذا الشعب الأبي.
واستكمل فخامة الرئيس كلمته ليفتخر بصمود الشعب المصري قائلا « واجهنا وضعًا اقتصاديًا غير مسبوق فاستعنا عليه من بعد الله بصمود أسطوري لشعب عظيم كما علم الإنسانية يومًا الحضارة والمدنية، يضرب المثل الآن في إدراك قيمة الوطن والحفاظ عليه وتحمل المشاق في سبيل ذلك، ولم نكتف بمواجهة تلك التحديات والتعلل بها لتأجيل معركة التنمية والتقدم؛ بل مضينا في المسارين معًا: البقاء والبناء، بقاء الدولة وترسيخ أركانها وبناء المستقبل فانطلقت سواعد أبنائنا وبناتنا في كل شبر من أرض مصر تعمر وتشيد وتقيم بإذن الله للمجد قواعد جديدة، وأن هذا المجهود الهائل الذي بذلته مصر خلال السنوات الماضية».
« إدارة وإرادة » كانت عنوانًا لسنوات من الجهد والعمل والاخلاص والمثابرة، ستظل باقية في أذهاننا وعاتقا علينا من أجل بذل المزيد والمزيد من الجهد لرفعة هذا الوطن العظيم
وأختتم الرئيس كلمته قائلا « شعب مصر العظيم، إن وطنكم يسير على الطريق الصحيح بإرادة وطنية صلبة لا تبتغي إلا الصالح العام ولا تضع نصب أعينها إلا تطلعاتكم نحو الحياة الكريمة والمستقبل الآمن المزدهر، وكما عبرت مصر الصعاب على امتداد تاريخها العريق فإن ثقتي كاملة بأنها ستعبر الأزمات الدولية الراهنة بانعكاساتها المحلية وستواصل بلا توقف مسيرتها نحو بناء الدولة المتقدمة والوطن الآمن والمجتمع المستقر النابض بالحياة وهي الآمال الكبرى التي يتطلع إليها المصريون وأتطلع إليها معهم، وسيكون التوفيق بإذن الله حليفنا. شعب مصر الأبي الكريم، في الختام لا يسعنا بأننا نتحدث اليوم؛ إلا أن نذكر العظماء من أبطالنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن يمنحونا هذه النعمة الغالية، نعمة الوطن التي نحمد الله عليها ليل نهار، نتذكر شهداءنا الأبرار من أبناء الشعب في القوات المسلحة والشرطة ونقول لأسرهم وذويهم إن أبناءكم أحياء عند ربهم يرزقون، وأحياء في قلوبنا وفي وجدان هذا الوطن الأصيل الذي أبدًا لا ينسى فضلهم. أشكركم، وكل عام وأنتم بخير ومصر في سلام وأمان وتقدم وبكم جميعًا، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».
وبالإنجازات قبل الكلمات احتفل الرئيس مع شعبه بذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة.. انجازات شملت كافة القطاعات المختلفة…. إنجازات كانت بمثابة أيقونة دشنتها الدولة المصرية لحياة كريمة للمصريين.. إنجازات كانت بمثابة دحض للصعاب وللازمات.. إنجازات راح ضحيتها شهداء مصر الأبرار.. إنجازات عبرت عن صلابة هذا الشعب العظيم.. إنجازات ستلقي على عاتقنا بذل المزيد من الجهد لرفعة هذا الوطن العظيم.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية