الثانوية العامة صخرة تحطمت عليها آمال وأحلام الملايين من الطلاب وأسرهم وكانت في الوقت نفسه انطلاقة لبداية عالم المجد والشهرة لملايين آخرين نجوا منها وبدوءا طريق المجد والخطوة الأولى في الألف ميل.
والثانوية العامة في مصر تعد عنق الزجاجة في العملية التعليمة والناجي منها ما بين كليات القمة والكليات الشعبية كما يطلق عليها منذ سنوات.
وهذا الوضع الذي استقر في بلاد العجائب لا مثيل له في كل النظم التعليمية في بلاد العالم عربية كانت أو أجنبية لأن النظم التعليمية هناك تعتمد على معايير أخرى غير مرتبطة بالحشو في المناهج الدراسية أو الحفظ والصم، ولكنها تعتمد على معايير أخرى ترتبط بإعمال العقل واحتياجات السوق والدراسة من أجل العمل.
أغلب الذين لم يجدوا فرصة للدراسة هنا سافروا للدراسة في الخارج. وبمصروفات أقل من مصروفات التعليم الخاص هنا وربما كانت موازية لها. لكن النتائج كانت إيجابية أكثر وذلك نظرً لعوامل كثيرة معروفة عن ظهر قلب للجميع.
ومع الترقب الكبير للأسر المصرية لإعلان نتيجة الثانوية العامة 2022 خلال ساعات. يتجدد الحديث عن هذا الرعب الثانوي الذي لا ينتهي بين طلاب يترقبون مصيرهم وأولياء أمور عيونهم زائغة على موسم الحصاد. وطلاب جدد بدأوا مارثون الدروس الخصوصية للعام الجديد.
الثانوية العامة في مصر، قهرت 25 وزيرا للتربية والتعليم منذ ثورة يوليو عام 1952 وحتى الآن بداية من الوزير سعد اللبان الذي تولى الحقيبة الوزارية في وزارة علي ماهر باشا الرابعة، وحتى الدكتور طارق شوقي الوزير الحالي الذي تولى الحقيبة الوزارية للتعليم في وزارة الدكتور مصطفى مدبولي، منذ 16 فبراير 2017 وحتى الآن لمدة خمس سنوات كاملة وخمسة أشهر و19 يومًا.
25 وزيرًا على مدار 70 عاما تولوا حقيبة التربية والتعليم في مصر حولوا خلالها الطلاب إلى فئران تجارب. دون الوصول إلى خطة شاملة مدروسة ومبنية على أسس لإصلاح أحوال التعليم في مصر. عبر منظومة تعليمية متكاملة «مدرسين – مناهج متطورة- طلاب – بنية تحتية – أولياء أمور». ليبقى التعليم آفة كبرى تحتاج خطط مدروسة وبرامج متطورة ومنظومة تعليمية متكاملة للنهوض بالبلاد. والقضاء على ظاهرة المتعلمين الأميين.
نبضة قلب.. «ستبقى يتيمًا في غياب من تحب حتى وإن عانقكَ العالم بأسره».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية