ولى زمان الانبياء والارض لازمها الشقاء
صارت مباهجها شجونا
وتحاسد الدهماء و الحكماء
فأهدى الله للأوطان رجلا
فاق الخيال محبة وعطاء
كالأنبياء خصاله وفعاله
وكتابه آياته الفقراء
أحيا من الدين حسن جهاده
أحيا مناسك نصرة الضعفاء
يحيا نبي الشعب خالدا أبدا
ويموت حيا سارق الفقراء
الأبيات السابقة بتوقيع الشاعر والموجه التربوي بالقليوبية شوقى نسيم ، كتبها خصيصًا عن الزعيم خالد محيي الدين فى مناسبة الاحتفال بمئويته ، والتي أقيمت بملتقى الشربيني الثقافى بشبين القناطر ، وهى ثاني احتفالية تقام فى محافظة القليوبية ..كانت الأولى فى بنها ،وأقامتها لجنة المحافظة فى ١٩اغسطس الماضي .
اقام حزب التجمع بالقليوبيه احتفاله الثانى بمئوية زعيم اليسار العربى والمصرى خالد محيى الدين فى منتدى الشربينى الثقافى فى مدينة شبين القناطر وبدأ الحوار بكلمة للكاتب الصحفى محمد جاد هزاع قال فيها ان الزعيم خالد محيي الدين من افضل السياسيين المصريين لانه قيمة وقامة ،وكان يحافظ على اعضاء الحزب من تصرفات اعضاء الحزب الوطنى،وانه لم يكن على استعداد بأن يتسبب لهم فى أي مشكلة أمنية إو اجتماعية لدي زيارته لهم فى القري والمراكز .
ابن الأغنياء .. المحب للفلاحين والفقراء
ثم تحدث الزميل محمد فياض عضو المكتب السياسى لحزب التجمع عن ذكرياته مع خالد محيي الدين وكيف كان يرعى التجمعيين وأسرهم اثناء فترات اعتقالهم ، نتيجة بطش السلطة وتنكيلها بهم ، وتناول تجاربه اثناء الانتخابات البرلمانيه وحرصه على المشاركة فى جميع الانتخابات وقال ان خالد محيي الدين حاله فى التاريخ المصرى٠ وتحدث الزميل محمد سلطان امين التجمع فى القناطر الخيريه حيث شكر ملتقى الشربينى الثقافى على تبنيه الاحتفاليه واضاف ان خالد محيى الدين هو فارس الديمقراطيه الذى لم يهتم بثرائه بل فضل انحيازه للفقراء والبسطاء من الناس وحرصه دائما على غسل كلامه بالماء والصابون قبل الحديث٠ وتحدث كامل السيد امين المحافظه عن نشأة خالد محيي الدين التى جمعت بين الصوفيه وابن الاغنياء وطموحه وهو صغير ولعب الكره مع ابناء الفلاحين وانحيازه للعداله الاجتماعية والديمقراطية وتنازله الطوعى عن رئاسة الحزب تنفيذا للمادة الثامنة من اللائحة ، ونوه بأنه كان نائبا عن الجميع وليس عن التجمع فقط ، وأنه حين يعارض يقدم البدائل . وروي العديد من المواقف التى جمعته معه، ماجعل كثيرين يطالبونه بأن يكتب كتابًا عنه من واقع هذه العلاقة الطويلة . وأشار كامل السيد- مثلما أشار أحمد عبد السلام ومحمد فياض وغيرهما- الى مواقف كثيرة جمعتهم مع الزعيم .وهى كلها شاهده على تمتعه بحب الجماهير له فى كل مكان .
مقالات وقصائد خاصة بالاحتفالية
وكانت الاحتفالية الثانية بملتقى الشربيني بشبين القناطر- والتى أدار جانبًا منها الكاتب الصحفى محمد جاد هزاع – قد استهلت بقراءة مقال الكاتبة الصحفية والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع أمينة النقاش ، وهو مقال كتب أيضا خصيصًا لهذه المناسبة ، وكان بعنوان “خالد محيي الدين صحفيا”، حيث ألقت الضوء على تجربة خالد محيي الدين في الصحافة ، وتأسيسه لصحيفة المساء ، وعرجت على تأسيس صحيفة الاهالى ، وكذا ترؤسه لمؤسسة أخبار اليوم لمدة عامين .
وفى مقالها المعنون خالد محيي الدين صحفيًا ذكرت النقاش أن ” جمال عبد الناصر حينما قبل “عودة” خالد محيى الدين “من منفاه فى سويسرا إلى مصر ،عرض عليه اقتراحين ، أن يكون سفيرا فى تشيكوسلوفاكيا، اويصدرجريدة يسارية مسائية .ولأن ميول خالد الشخصية والفكرية ترسو بعمق عند الشواطئ التى تعزز حريات الرأى والتعبير باعتبارها الطريق الأسلم للتطور الديموقراطى ،فقد تمسك بالأقتراح الثانى .ويروى خالد محيى الدين فى مذاكراته ،أن الرئيس عبدالناصر قال له أن كل الدول العربية يها جرائد يسارية ومن العيب الا يكون فى مصر جريدة مماثلة. ولما سأله خالد ولماذا صحيفة مسائية ،قال له الرئيس ، لكى تكون محدودة الانتشار والتأثير .
إصدار المساء
وبالفعل صدر العد الأول من صحيفة المساء فى 6أكتوبرعام 1956 . ولعبت ” المساء”تحت رئاسة خالد محيى الدين أدوارا وطنية وسياسية وثقافية ومهنية هامة ، ساهم فى إتساع تأثيرها وأنتشارها ، لا سيما فى تصديها لفضح العدوان الثلاثى وأهدافه الأستعمارية فى المنطقة . فقد أصبحت منبرا لبلورة الاتجاهات التقدمية والأشتراكية فى مجالات الفكر الأبداع المختلفة ، وعرف شعر بيرم التونسى وفؤاد حداد طريقه للنشر على صفحاتها بجانب قصص ومقالات يوسف إدريس ويوسف الشارونى والفريد فرج وغيرهم من المبدعين ..وتألق على صفحاتها فى مجالات الفكر السياسى الدكتور عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم و عبد الرحمن الخميسى ، ومحمد سيد أحمد وسعد التايه ، وأحمد حمروش وسعد كامل ودكتور عبد الرازق حسن وعبد المجيد نعمان وغيرهم .أصبحت المساء بما تنطوى عليه من كوكبة من الكتاب والصحفيين وفنانى الرسم الصحفى والكاريكاتور ،مدرسة لصحافة الرأى التى تغتنى بالتعدد ،وتثرى بالأختلاف والتنوع .لكن التطورات السياسية فى مصر والمنطقة العربية ، عجلت بانهاء تلك التجربة الصحفية الهامة التى لم تأخذحقها من الدراسة والقاء الضؤء عليها حتى الآن .وعندما تولى عبد الكريم قاسم الحكم فى العراق، الذى صادمته ثورة يوليو ،و بدأت شقة الخلاف بين الرئيس عبد الناصر وقوى اليسار المصرى تتسع بعد أتمام الوحدة المصرية مع سوريا ، وأنتهى إلى حملات الأعتقال لأفراد تلك القوى وقيادتها فى يناير 1959 ، وفى 13 مارس من نفس العام تمت أقالة خالد محيى الدين من رئاسة تحرير صحيفة المساء . وبرغم توليه رئاسة مجلس إدراة مؤسسة أخبار اليوم 1964-1966 ورئاسته لمجلس إدارة صحيفة الأهالى بعد تأسيسه لحزب التجمع ، تظل تجربة تأسيس المساء الأكثر اكتمالا والأكثر تأثيرا ، وألأقرب إلى روح “خالد محيى الدين ” الوثابة نحو فضاءات الحرية الرحبة.
ضحى عاصي: عمو وتانت
ومن أمينة النقاش أنتقلت دفة الحديث إلى النائبة عن حزب التجمع الأديبة ضحى عاصى وهى كريمة الشيخ مصطفى عاصى ، احد رواد التيار الديني المستنير فى الحزب ، والتى أطلت بالحضور على علاقتها الفريدة ب(تانت سميرة ،وعمو خالد) فى إشارة الى العلاقة الأسرية الحميمة التى ربطتها بأسرة الزعيم خالد محيي الدين ، والذين ربطتها بها علاقة وثيقة من خلال والدها الشيخ مصطفي عاصي ..واقترابه من خالد محيي الدين حزبيا وأسريًا. وذكرت ضحى أنها شعرت بالحميمية لدي دخولها “ملتقى الشربيني” حيث تعقد وشعرت وكأنها فى بيت الشيخ مصطفى عاصي .. موضحة انها التقت بالزعيم خالد محيي الدين فى بيته ، وأنها كانت تناديه ب “عمو خالد”وتنادي زوجته ب “تانت سميرة ” وأن من امتع لحظات حياتها حينما تذهب مع والدها إلى بيت عمو خالد.
وأشارت إلى أن والدها تحدث معها عن سمات خالد محيي الدين وانه كان له نزعة صوفية ، وانه ورث عن أجداده سمات انسانية عديدة . وذكرت ان حزب التجمع ارتبط اسمه باسم خالد محيي الدين، وأن من الدروس التى استفادتها كنائبة عن التجمع أنها لا تشخصن المسائل وتطرح البدائل.
نحن فى أَمَسْ الحاجة له
أما الكاتب الصحفي محمد الشافعى فقال :نحن فى أمس الحاجة إلى نموذج خالد محيي الدين..وعدد الكثير من صفاته ومناقبه المعروفة ، من حيث الفروسية والشهامة والانسانية والوطنية والمعارضة المدروسة، من دون مصالح شخصية ، منوها بأن خالد محيي الدين وعبد الناصر كانا أكثر ضباط الثورة ثقافة ووعيا.
.. والآن أتكلم
وقدم الشاعر والناقد محمد السيد اسماعيل قراءة نقدية فى كتاب خالد محيي الدين”.. والآن أتكلم” .. وشدد على ان هذا الكتاب يعتبر سيرة ذاتية فاقت كل المذكرات التى كتبت . كما أضفى الكاتب الصحفي محمد الشافعي على الليلة ابعادا ثقافية ووطنية أخري ، كونه مشغولًا دائما بتوثيق حياة أبطال مصر ، وفي القلب منهم ثوار يوليو. وابطال معارك الوطنية المصرية ، ومعارك ٥٦ و٦٧ و٧٣ وهو صاحب العديد من الكتب التى وثقت لبطولات المصريين. واختتم اللقاء بكلمة للأمين العام المساعد للعمل الجماهيري بحزب التجمع محمد فرج .
عمر ثري بالنضال الوطني
وفى كلمته التى جمعت بين العام والخاص قال فرج أن الزعيم خالد محيي الدين عاش عمرًا ثريًا من النضال الوطني والتقدمي والثوري والبرلماني والصحفي و السياسي
وتميز خالد محيي الدين بمجموعة من الخصائص الفكرية والسياسية تكونت لدية بتأثير المناخ المصري والعربى والدولى الذي عاصره فى شبابه ،واشار إلى خصائصه الفكرية ، مبينا انه دمج فى فكره ونضاله بين ضرورات التحرر الوطني واستقلال الارادة الوطنية وضرورات التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ، فكان مناضلا صلبا ضد مؤامرات الاستعمار والصهيونية ، معددا فى ذلك مواقفه التى تجسدت فى الانضمام لتنظيم الضباط الاحرار ، ووقوفه ضد مجتمع النصف فى المائة ، ثم رفضه لمعاهدة كامب ديفيد ، وانحيازه المطلق للفقراء والعدالة الاجتماعية ورفض سياسات الانفتاح الاقتصادي .
وعن طريقته السياسية كشف فرج أنه اشتهر بكونه فارس الديمقراطية ، واحترامه للوائح والقوانين ويطبقها على نفسه أولا ، ويشير هنا الى أنه رفض أن يستمر كرئيس للتجمع اكثر من دورتين ، وكان يحضر الاجتماعات الحزبية تحت رئاسة غيره ويطلب الكلمة للحديث مثل آي عضو ، وقد أسس لطريقة فى العمل السياسي -معارضا أو مؤيدًا- تجمع بين القيم السياسية الرفيعة والمواقف الحاسمة ، فلم يعرف عنه أبدًا الا استخدامه للالفاظ المنتقاه.
كما عرج محمد فرج على صفات أخري فى شخصية الزعيم خالد محيي الدين ، فتناول ملامح شخصيته القيادية، مشددا على انه سيظل نموذجا يحتذي ورمزًا تفتخر به القوي الوطنية والتقدمية والقومية المصرية والعربية .
وكان ملتقى الشربيني الثقافى حشد فى قاعاته المتسعة عددا من القياديين التقدميين والمثقفين المستنيرين ، وشارك بالحوار منهم كامل السيد ومحمد نجيب أبو عمر – دينامو هذه الليلة – ومحمد فياض واحمد عبد السلام ومحمد سلطان وأعضاء لجنة القناطر الخيرية السيدة فوزية والزميل محمود .. و على الطوخي وممدوح الممرض الخاص بالزعيم خالد محيي الدين ، بالاضافة إلى كوكبة من ألمع الكتاب والنقاد يتقدمهم د. محمد عبد الباسط عيد و مجدي صالح والشاعر مصطفي زيكو الذي كتب قصيدة خاصة بهذه المناسبة ،والباحث فى الاسلام السياسي حسام الحداد، والباحث فى الفلكلور والتراث الشعبي فؤاد مرسي والروائي احمد عامر والدكتور يسري صلاح والشاعر والناشر مجدي ابو الخير وسامي خليفة والسيد صبرة والباحثة زينب سيد
خالد محيي الدين كما عرفته
وختم مؤسس الملتقى الزميل محمود الشربيني الأمسية بالحديث عن بعض سمات الزعيم خالد محيي الدين ، على ضوء علاقته به ، ومنها موقفه من طلب شخصي طلبه منه يتعلق بتركيب تليفون مباشر له يسهل له اتصالاته الصحفية ، ورفض محيي الدين مبدا الواسطة وتجاوز الأقدمية فى الطلبات.
كما انه تقبل انتقاداتي لليساريين الذين كانوا يساريين اسما ولكنهم برجوازيين سلوكا، فيركبون السيارات الفارهه ويرتدون ملابس مستوردة .. حتى أنني فى مؤتمر أقيم بقريتنا طحانوب أمسكت بكم جلبابه وقلت له : انا مش متخيل الاشتراكيين يلبسوا البدل الحرير والاسموكن المستورد ومايلبسوش زيك من غزل المحلة.
بعد فترة ذهبت لإجراء حوار صحفي معه ، بعيدا عن السياسة وكانت هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن جانب من حياته الخاصة وفى هذا الحوار تحدث لأول مره عن علاقته بالدين ، وقال انه قرأ جانبا فقط من رأس المال لكارل كماركس ،. وأنه يصلى ويصوم .. وهو ينتمي إلى طريقة النقشبندية .. وإنه وهو فى المجر ولم يكن بها آنذاك مساجد ، أو وسائل يعرف بها مواقيت الصيام والصلاة ، فكان يخرج من مقر اقامته لتحري وقت الامساك ووقت الافطار معتمدا على عينه المجردة .
من بين ماقاله لى عن الشيء الذي كان يخيفه طوال عمره انه ظل يخشي اصابة ابنته بمرض .. ولازمه هذا الخوف طويلا ، ثم حدث فعلا ان اصيبت ابنته به ، وظلت تعالج حتي شفيت والحمد لله.
آخر اهم ماأتذكره من هذا الحوار انني طلبت منه عقد مقارنه بين رؤساء مصر ناصر والسادات ومبارك وايهم كانت له ماخذ عليه أكثر فقال بوضوح :السادات هو اكثر رئيس أضر بمصر .
الحوار نشرته الأهالى نقلا عن صحيفة الأنباء الكويتية ..وعن ووكالة انباء الشرق الأوسط وقت رئاسة تحرير الكاتب الراحل فيليب جلاب .. وقد غمزه الكاتب الصحفي محمد الحيوان من قناة أن الاهالى نشرت الحوار من دون اسم المحرر مع ان المحرر تجمعى وعضو حزب التجمع اليساري ، اما هو وهو الكاتب المصنف بانه يميني فيعطى الصحفي حقه وينسب له حواره الذي انفرد باجرائه .
هناك موقف آخر أود أن أذكره وهو أنه كان الوحيد بين رؤساء مجالس ادارات الصحف الحزبية الذي أصر على وضع لائحة اجور عادلة وجيدة للصحفيين .
رجل ميتكررش ( كادر خاص)
قصيدة الشاعر د. مصطفى زيكو التى كتبها خصيصًا فى هذه المناسبة: مدخل مكرر عن شخص ماتكررش / الإسم خالد وهوه خالد وكلامى ميأثرش/ لكن الحقيقة إن القصايد ساعات تعجز عن الرؤيا /لو كان دماها مش أد اسم اللي فات /عمرك لقيت باشا بينصف المظاليم / وف عز ساعة القرار بيحطهم ف عنيه /عارف الطريق فطرة /عارف الطريق رؤية / عارف بإن الوطن محتاج رجال أكثر / ماتتنهمش الريح فى ساعة العسره/ كات مصر طالعه بتحصد القمحه /وتنطر الأعداء من جوه طينتها /كأن دودهم حيسرح على بكره يتسحب/ الثوره مش فكره طاشت فى عقول بتشب/ شب فيها الحب للوطن والنيل/ شب فيها النصر شاورولها بالمناديل/ يلا أخرجى من أمس/ وامشى على قدام/ اتحرري م الخوف اللى صبح كلجام/ لجم لسان الحق عن كل فعل صحيح/ آن الأوان يا مصر تقفى قصاد الريح / الإنجليز والفرس هكسوس فى أفعالهم/ ضباطك الأحرار الحب حررهم/ مكانش اولهم رغم انه اولهم /سقوا البلاد بالجمال/ والفكر والطاقه/ طول عمرها مصرنا فى العتمه خلاقه/ كان منها خالد ونقبه محيى الدين/ بيحيي روح الوطن/ وكأننا فى حطين/ هل هوه ممكن يتنسى لحد يوم الدين/ لوكنت عايش يا صحبى/ بلغنى بالحاصل/ وان كنت بكدب عليك مصر تشهدلى/
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية