فعلها المصريون وجعلوا «بوريس جونسون» يقف لالتقاط صور سيلفي في مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ.
إنها شهادة على سلطات بوريس جونسون غير العادية كسياسي، فبعد أربعة أشهر من استقالته كرئيس للوزراء، لازال قادرا على لفت الانتباه. ربما وجوده في شرم الشيخ بعد أن قامت ليزا تراس بالتحريض ضد مصر، وأعلنت أنها لن تأتى الى COP27؛ بل ونصحت الملك تشارلز الثالث بعدم الحضور. ورغم أن رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك قد حضر القمة، إلا انه نصح أيضا الملك بعدم الحضور. بذلك تكون سيلفى بوريس جونسون بمثابة رد فعل شعبي مصري صميم.
صحيح أن جونسون قد تبع ديفيد كاميرون وتوني بلير في مسار ما بعد رئاسة الوزراء. لكن من ناحية أخرى جونسون من الأشخاص القادرين على استغلال كل موقف، نحن نتحدث عن الرجل الذي عاد من عطلة في منطقة البحر الكاريبي ليغير قليلاً من فاشله في تخطى الأزمة التي أطاحت به.
الطريف أن الواقع في بريطانيا يقول إن العشرات من نواب حزب المحافظين كانوا مستعدين للالتحاق بمعاييره بعد شهرين من انهيار حكومته، وربما يكون أعضاء الحزب قد صوتوا له مرة أخرى كزعيم إذا أتيحت لهم الفرصة، وهذا دليل على قبضته الدائمة على قسم من حزب المحافظين.
لقد تحدث بوريس جونسون في قمة Cop27 على «مضاعفة صافي الصفر» بكل ثقة وكأنه مازال في السلطة.
تجول جونسون في شرم الشيخ وكأنه يعلن عن نفسه ممثلا «روح جلاسكو». بينما يستعد ريشي سوناك وجيريمي هانت لتقديم دورة مريرة من التقشف في محاولة لأنقاد الاقتصاد البريطاني لذلك لم يعلن تعهده بدفع منح مؤتمر جلاسكو.
مخادع من الدرجة الأولى
وبعيدًا عن موقفنا تجاه تصرفات ريشي سوناك غير المبشرة مع مصر. إلا علينا الاعتراف بأن جونسون أكبر مخادع من الدرجة الأولى. تكمن مهارته في قدرته على إقناع الناس برؤيتهم لأنفسهم ولحزبهم وبلدهم وله. والتي غالبًا ما تكون مرتبطة بشكل ضئيل بالواقع.
سجله في البنية التحتية مثال واضح، كما يؤكد محلل الجارديان «هنرى هيل». عندما كان عمدة لندن، كان يتحدث بلا توقف عن «جزيرة بوريس». خطته لمطار محوري جديد تمامًا في مصب نهر التايمز؛ وهي بالطبعة خطة جريئة من شأنها أن تحل مشكلات سعة مدرج الطائرات في المملكة المتحدة وتعطينا القليل من الهندسة المعمارية أيضًا.
بطبيعة الحال، فإن بناء مطار جديد تمامًا خارج لندن ليس ضمن هبة العمدة. لكن هذا هو نوع المشروع الذي يمكن لرئيس الوزراء أن يفعل شيئًا حياله. ومع ذلك، بمجرد دخوله داونينج ستريت، لم نسمع المزيد عن مطار المصب، في الواقع، لم تستطع الحكومة حتى اتخاذ قرار بشأن هيثرو ضد جاتويك.
الحقيقة أن بوريس كما يصفه هنر هيل«كأنه راعٍ ذاهب للمشاريع الكبرى دون أن يضطر فعليًا إلى تقديم أي شيء قد يجعله لا يحظى بشعبية في لندن» .
في الفترة القادمة إذا خسر المحافظون الانتخابات العامة المقبلة. فقد يكون الرجل نفسه في وضع جيد لعودته كزعيم للمعارضة. وهو دور ربما يناسب مواهبه أكثر من دور رئيس الوزراء.
هناك من يؤمن أنه انسحب من مسابقة القيادة لأن الهزيمة كانت ستفقده الملايين من إمكانياته في الكسب. وهو لا يستطيع تحطيم أسطورة بوريس. ربما تكون هذه الأسطورة هي آخر الوهم العظيم الذي تركه ليبيعه. مع مرور الوقت وتلاشي ذكريات فضائح معينة، سيبقى الرجل؛ من حقق أغلبية تاريخية في انتخابات 2019.
وبالطبع مع إخفاق ليز تروس وسنتين من التقشف مع سوناك، قد تكون فكرة عودة جونسون موجودة.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية