استضافة مصر لقمة المناخ في الدورة 27 بمدينة شرم الشيخ، وتوالى حضور قادة وزعماء العالم إلى المدينة الساحرة هو إقرار صريح بدور مصر المحوري إقليميا ودوليا، وتأكيدًا على مكانتها إفريقيًا وعربيًا، وقدرتها على فرض التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط في ظل ما يشهده العالم من صراعات كبيرة، وتشهده المنطقة من تحديات وصراعات محمومة سواء كانت سياسية أو بهدف فرض النفوذ والسيطرة على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية.
ولأن مصر قد حباها الله بحفظه والسلامة على مدار تاريخها، فقد جاء انعقاد المؤتمر على أرضها في ظل ظروف مناخية يئن منها العالم كله، ومخاطر كان لها تأثير بالغ على معظم دول العالم، وشهدت أوروبا لأول مرة في تاريخها تقلبات مناخية كانت سببًا في جفاف أنهارها وانهيار ثرواتها الزراعية والحيوانية، كما تسببت التقلبات المناخية في أضرار بشرية واقتصادية كبيرة.
وتكرر نفس الأمر مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول جنوب شرق آسيا التي تسببت الفيضانات بها في مقتل المئات وتشريد الآلاف، وغيرها من التغيرات المناخية التي جعلت العالم في انتظار نتائج مؤتمر المناخ بمصر، وأكد المحللون الدوليون أن هذه القمة هي قمة التنفيذ واتخاذ الإجراءات الملموسة ومنها قيام الدول الكبرى والغنية بوضع جدول زمني لتسليم مائة مليار دولار سنويا لمساعدة البلدان الفقيرة والنامية للانخراط في النظام الدولي لتقليل الانبعاثات الكربونية.
الحقيقة أن كل من تابع افتتاح المؤتمر شعر بالفخر والزهو والاعتزاز بمصريته. وقدرة بلده على تنظيم هذا المؤتمر بشكل يفوق دولًا كبرى. والمتابع أيضا لكل وسائل الإعلام الأجنبية سوف يعرف جيدا قيمة مصر في نظر كل القادة والزعماء والوفود التي حضرت إلى شرم الشيخ وأثنت على التنظيم الرائع وقدرات الدولة المصرية.
وهناك الآلاف من الصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام العالمية التي تنقل فاعليات المؤتمر لحظة بلحظة وتقف شاهدة على قدرات الدولة المصرية في التعامل مع هذا الحدث العالمي الضخم في مدينة شرم الشيخ التي وصفوها بمدينة السحر والجمال.
وجميعها رسائل هامة عن مصر على مدار أسبوعين كاملين إلى شتى أرجاء المعمورة. وتؤكد أيضا على حالة الاستقرار الأمني التي تنعم بها مصر وتزيل أي صورة ذهنية سيئة عن مصر. خاصة بعد الأحداث التي عشناها عقب يناير 2011 وكانت سببًا في تراجع السياحة إلى مصر.
النجاح الذي حققته مصر من استضافة هذا المؤتمر والحضور غير المسبوق لقادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات. كانت نتيجة لجهود ضخمة بذلتها الدولة لتحقيق أعظم استفادة من المؤتمر سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. من خلال وقوف قادة العالم على قدرات الدولة المصرية على عدة مستويات ومنها التحول الى الطاقة النظيفة ومصاف الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر. وذلك للحصول على أكبر قدر من المنح التي تخصصها الدول الغنية.
وأيضا تصدير صورة حضارية عن مصر وتحولها نحو الجمهورية الجديدة. وكلها عوامل تسهم في مضاعفة الجذب السياحي ومضاعفة عوائد هذا القطاع الهام.
وللأسف هناك فئة ضالة ومضللة قد عز عليها وساءها أن تحقق مصر هذا النجاح الدولي على المستوى السياسي والاقتصادي. وباتت تسعى بكل الوسائل الهدامة إلى إفساد المؤتمر وتشويه صورة مصر في هذا التوقيت. من خلال محاولات بائسة لن تجدى ولن يلتفت إليها أحد. بعد أن أيقن جميع المصريين أن هذ الدعوات لا تأتى إلا من خونة وعملاء لا ينتمون لهذا الوطن. وكل انتمائهم للدول التي تمولهم وتأويهم.
حمى الله مصر
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية