انتهى مؤتمر المناخ وهو الأكبر منذ انطلاق المؤتمرات المتخصصة للأمم المتحدة.. من حيث عدد المشاركين الذي فاق 60 ألفاً حضروا إلى مدينة شرم الشيخ بخلاف المشاركين عبر الفيديو كونفراس الذين لم يتمكنوا من الحضور وهو عدد فاق التوقعات التي كان المنظمون من الأمم المتحدة يتوقعونها، وكانت تقديراتهم من 15 إلى 20 ألف مشارك.
وبغض النظر عن نتائج المؤتمر والقمة والخلافات الحادة التي شهدها خصوصاً في الشق الفني وبعد انتهاء الشق السياسي أو الرئاسي والخلاف بين العلماء والفنيين والمتخصصين في قضية التغيرات المناخية فان النجاح التنظيمي للمؤتمر له مجموعة من الدلالات التي ستكون مصدر فخر للمصريين في السنوات القادمة.
المؤتمر انعقد على مدار 15 يوم عمل بخلاف أيام السفر والوصول وبحضور هذا العدد الأضخم دون أن تحدث أي مشكلة أمنية أو أزمة وتسير الحياة سهلة في مدينة شرم الشيخ.. ولأول مرة يكون عدد الحضور الرسمي هو الأكبر في تاريخ مؤتمرات المناخ منذ قمة الأرض وحتى جلاسكو وهي رسالة أخرى على الأمن والاستقرار الذى تعيشه مصر منذ سنوات وثقة العالم في قدرة مصر التنظيمية.
فقد استعادت مدينة شرم الشيخ مكانتها العالمية.. وأنها مدينة وجدت لتكون مقراً للسلام والحوار والتعاون والتعاضد العالمي.. واستعادت صورتها بعد سنوات من محاولة تشويه ما يتم على أرضها من عمل وبعد حادثة الطائرة الروسية الشهيرة.. فعادت شرم الشيخ واحة السلام والأمن والحوار والجمال.
ومن المهم أن نشير إلى اكتساب الجيل الحالي من العاملين في الدولة وأجهزتها خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث العالمية ذات المشاركة الكثيفة وهو ما يشجع مصر على التقدم لاستضافة أحداث أخرى من مؤتمرات الأمم المتحدة وقممها المتخصصة في مختلف القضايا وكذلك الأحداث الرياضية والفنية العالمية القادمة.
فمصر أثبتت للعالم أن دولة قادرة على فعل أي شيء مهما كان حجم التحدي وأنها دولة قوية بشعبها الذي يقبل التحدي في أحلك الظروف والأزمات خاصة أن المؤتمر عقد في ظل أزمة اقتصادية عالمية والحرب الروسية والأوكرانية ووباء كورونا ورغم ذلك فقد تم الانتهاء من التجهيزات الخاصة للمؤتمر في وقت قياسي تأكيداً لقدرة المصريين ودولتهم
ما حدث في شرم الشيخ بداية جديدة لدولة جديدة يجب البناء عليه لأحداث ومؤتمرات وقمم أخرى في كل مدن مصر فلتتنافس المدن السياحية المصرية مع شرم في تقديم خدمات أكبر لمثل هذه التجمعات فنتمنى أن نجد مؤتمراً في الأقصر وآخر في أسوان وثالثاً في الغردقة ورابعاً في مرسى مطروح وغيرها من المدن الجديدة التي يتم تشييدها الآن.
فهذه المؤتمرات تحدث رواجاً تجارياً في المدن التي يتم عقدها فيها وتكون وسيلة جيدة للدعاية للمناطق الأثرية والسياحية والإمكانيات الترفيهية فيها وتخدم في الأساس حركة السياحة بوجه عام.
شكراً لمن نظم المؤتمر وطلب استضافته، وهنا أقصد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضعنا أمام اختبار حقيقي لقوة الدولة المصرية.. شكراً للمتطوعين الذين بذلوا جهوداً كبيرة وعملوا ليلاً ونهاراً لإراحة الضيوف.. شكراً للحكومة.. وشكراً لمحافظة جنوب سيناء ومدينة شرم الشيخ.. فقد شرفتم مصر وشعبها بالتنظيم الرائع لهذا الحدث العالمي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية