أكدت الدكتورة حنان يوسف استاذ الإعلام ورئيس المنظمة العربية للحوار، أن الإعلام له دور كبير في عملية التغيير الايجابي، كما أنه نتاج البيئة التي ينطلق منها، وحينما تكون البيئة هي بيئة حاضنة للإصلاح فيكون إعلام للوعي.
جاء ذلك خلال مشاركتها في أعمال اللقاء الاقليمي للحوار الاسلامي – المسيحي «تجدد، تغيير، ونقلة نوعية مستقبلية»، والذي عقد في مدينة بيروت خلال الفترة من 24 إلى 27 نوفمبر الماضي، بدعوة من منتدى التنمية والثقافة والحوار والذي يرأسه القسيس الدكتور رياض جرجور ومؤسسة دانميشين الدانماركية والتي تعنى بالحوار والمواطنة والمساواة.
وقد شاركت د. حنان يوسف بورقة عمل رئيسية بعنوان «دور الإعلام في تعزيز ثقافة الحوار ومواجهة خطاب الكراهية»، تناولت خلالها عدة محاور من أهمها دور الإعلام في دعم ثقافة الحوار ونبذ خطاب الكراهية، مؤكدة أن المشهد الإعلامي العربي الآن محفز لمناخ الكراهية والعنف والتعصب بدلا من أن يكون دافع وداعم للتسامح والحوار والمحبة لوجود بيئة من التضارب في المرجعيات، وان فكرة الحوار بالمعنى الذي نريد الوصول اليه هي فكرة غائبة في الواقع ويجب ان يوضع لها اجندة وان يتم تأهيل القائم بالاتصال عليها، خاصة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الاتصال الحديث التي اتاحت الفرصة لكل شخص بإن يصنع محتوى إعلامي خاص به بدون ضوابط ورقابة.
وطرحت الدكتورة حنان يوسف في دراستها نظرية للإعلام الملتزم بقضايا الحوار مع وضع رؤية للإعلامي في ادارة موضوعات الحوار، مؤكدة أن أدوار المرسل والمستقبل قد تغيرت نتيجة ظهور ما يسمى بالمواطن الصحفي وخروج هؤلاء الاشخاص بدون أي تأهيل أكاديمي وبدون الإلمام بفكرة الضوابط القانونية وميثاق الشرف الإعلامي وأخلاقيات الإعلام وكتابة الرسالة الإعلامية، كما أصبحت ثقافة العنف هي الثقافة المسيطرة على انتشار الترند ونادرا ما نجد اقبال على الحوار الايجابي وخاصة من قبل الشباب وذلك لان الإعلام أخفق في وضع القضايا المهمة علي اجندة اهتمام الرأي العام ومن بينها قضايا الحوار الايجابي .
وأكدت على ان هناك مسئولية اجتماعية ذاتية على الاعلام تجاه تعزيز قيم الحوار والتسامح ونبذ الكراهية وبناء الجسور بين الديانات المختلفة داخل المجتمع الواحد.
وأشارت إلى أهمية دور المنظمات المدنية التي تشجع على الحوار وعرضت تجربة المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي في تبني مفهوم الحوار في المنصات الاعلامية والاتصالية المختلفة.
وأوصت بأهمية وجود إعلام ملتزم بالحوار يكون له مدارس علمية ومؤسسات وقائمين بالاتصال متخصصين ودعت ان تكون البيئة المساندة لتعزيز الحوار يجب ان تكون بيئة داعمة مع تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية المختلفة، والتأهيل الأكاديمي وتدريس منهج التربية الإعلامية بداية من مرحلة المدرسة، وكذلك الاهتمام بتدريب الصحفيين والإعلاميين علي نشر قيم الحوار والتسامح، واجراء دراسات تتبعية لقياس مدى تطبيق نظرية الاعلام الملتزم بالحوار في المنصات الاعلامية..
وتحدث في جلسة الافتتاح كل من القسيس الدكتور رياض جرجور، ورئيس ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار العلامة السيد علي فضل الله، المديرة الاقليمية لمؤسسة دانميشين السيدة كريستن أوكن، والوزير السابق الدكتور طارق متري، وتركزت الكلمات حول استعراض تجربة الحوار الاسلامي – المسيحي خلال العقود الاخيرة والنتائج التي تحققت والتحديات التي يواجهها الحوار اليوم والافاق المستقبلية، وطرحت العديد من الافكار المهمة لتطوير الحوار في المستقبل.
وانقسم المشاركون الى مجموعات عمل من اجل وضع افكار واقتراحات ومبادرات لتطوير الحوار وكيفية تعزيزه في السنوات المقبلة، على ان يتم متابعة التوصيات وتنفيذها من قبل منتدى التنمية والثقافة والحوار ومؤسسة دانميشين وبالتعاون مع مختلف المؤسسات الحوارية.
واهمية هذا اللقاء الاقليمي تكمن في الافكار والخطط التي قدمت لتطوير الحوار الاسلامي – المسيحي وتقييم كل السنوات الماضية وما تحقق فيها والعقبات التي واجهت الحوار ولا سيما بعد الحراكات الشعبية العربية وانتشار موجات التطرف والعنصرية والعنف في العالم .
شارك في اللقاء وفود من لبنان وسوريا والاردن والعراق ومصر والدانمارك، وشخصيات فكرية ودينية وتربوية واعلامية من مختلف المؤسسات التي تعنى بالحوار، اضافة لطلاب واعلاميين وناشطين واصحاب مبادرات حوارية محلية
كما شارك وفدا من المنظمة العربية للحوار ضم كل من د حنان يوسف رئيسة المنظمة، والباحثة نسمة محمد منسق اعلامي بالمنظمة، حيث تم عرض تجربة المنظمة في برامج الحوار وهي التجربة التي حظيت بإشادة كبيرة من الجانب الدانماركي والمشاركين واسفر اللقاء عن الاتفاق علي عقد المنظمة لعدد من المبادرات في مصر تستهدف نشر ثقافة الحوار بين الشباب بالتعاون مع عدد من الشركاء في اللقاء الاقليمي وجهات اخري .
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية