بعدغدٍ اليوم الأخير في كأس العالم لكرة القدم.. شهر من المتعة الكروية والتنظيم الرائع والتشجيع المثالي عشناه وعاشته مليارات البشر.. كرة القدم جمعت العالم كله في 32 يومًا خلف الشاشات أو في الملاعب.. نجوم سطعت في سماء الكرة ونجوم خفتت وانتهت مسيرتها تقريبًا في عالم الكرة، وبقي الشيء الأهم هو الإنجاز العربي للمنتخب المغربي الذي أصبح الآن ضمن الأربعة الكبار في العالم.. هذا الفريق الذي أعطى درسا لكل لاعبي كرة القدم في عالمنا العربي أن المواهب الحقيقية ستظل هي من يصنع الفارق في الملاعب وفي أي رياضة أخرى.
وهوما أكده كأس العالم أيضا أن الموهبة الحقيقية هي من بقيت في الملاعب حتى اليوم الأخير.. وليس اللاعبين المصنوعين.. فالموهبة عندما تكتشف ويتم ثقلها تكون هي صانعة المعجزات وتقود فرقا كبرى إلى النصر والبطولات.
وليست الموهبة هنا للاعبين والمدربين والحكام ولكن حتى على مستوى المعلقين والإعلاميين الذين يغطون المباريات فقد فضحت تغطية القناة المحتكرة لبث الكأس الإعلام الرياضي المصري وانكشف أمامنا مستوى المعلقين الضعيف والمخرجين والمصورين وحتى المحللين وتبين أن ما يقدم للمصريين في مباريات الدوري «طبيخ بايت» يخرج إما من هواة أو أن الفساد والشللية أصبحت المتحكم في هذه المنظومة أيضا.
كأس العالم جعل الناس تلتفت إلى أن الرياضة صناعة مهمة تحتاج إلى إدارة قوية وحقيقية وتحتاج إلى محيط يحترم القوانين وينفذها وإلى التنظيم الجيد للبطولات المختلفة وعلى رأس هذه الصناعة كرة القدم التي يجب اخضاعها إلى المعايير الإدارية الحديثة واسناد أمورها إلى المختصين من الموهوبين رياضيا وإداريا معا.
فكأس العالم لكرة القدم وما قدمه منتخب المغرب فضح المنظومة الإدارية في مصر التي ينخر فيها الفساد والشللية والانتهازية والجهلة بعلوم الإدارة ويسيطر عليها إما من معه أموال يشتري بها الذمم حتى يبقى على رأس المنظومة أو من تسنده جهات خارج المنظومة الرياضية وتزكيه.
والفشل الرياضي المصري في جميع المنتخبات والأندية في السنوات الماضية يرجع إلى الوساطة والمحسوبية ونجد أن أبناء لاعبي الكرة القدامى من أنصاف الموهوبين يحتلون قوائم المنتخبات الكروية في مختلف الأعمار والنتيجة الخسارة في كل البطولات العربية والإفريقية.
والفشل الكروي يرجع إلى وجود مراكز قوى في الوسط الرياضي لا يستطيع أحد محاسبتهم رغم الجرائم التي ارتكبوها من إهدار للأموال العامة في مشاريع فاشلة.
ومن مظاهر الفشل الكروي أننا نجد مدربين في فرق الدوري لا يحملون رخص تدريب ونجدهم في المباريات الإفريقية يجلسون في المدرجات مثل الجماهير وهو أمر لا يحدث في أي دولة في العالم إلا مصر.. ففي كل بلاد العالم نجد الاتحادات الرياضية تأتي بخبرات عالمية في مجال التدريب والتحكيم والإدارة في دورات متخصصة يشارك فيها الجميع للاطلاع على ما هو الجديد في مجال اللعبة إلا في مصر فهناك إدارات فنية في الاتحادات الرياضية لا تعمل ولكنها موجودة فقط للمنظرة وتستيف الأوراق والحصول على الأموال.
ولا أعلم حتى الآن دور اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية ووزارة الرياضة وماذا فعلوا لإنقاذ هذا الوضع المتدهور فمصر في السنوات الأخيرة اتخذت طريق التخطيط الإستراتيجي في كل القطاعات فوجدنا مجموعة من الخطط الإستراتيجية في مختلف المجالات إلا الرياضة وهي أكثر مجال يحتاج إلى تخطيط معلن واسناد أدوار محددة لكل اتحاد وهيئة.. يتم تنفيذه وفق جدول زمني محدد والعمل على اكتشاف المواهب المليء بها الريف والمدن المصرية البعيدة عن أضواء وشلل القاهرة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية