الفارق كبير جدًا بين موظفين زمان وموظفين هذا الزمان.. المقارنة ظالمة بين المقولة الخالدة «إذا فاتك الميري اتمرغ في ترابه» وبين حالهم الآن بعد ما أصبحت تجوز عليهم الصدقة.
حال الموظف لا يسر عدو ولا حبيب.. فقر وديون وسلف وهم بالليل وقهر بالنهار.. الحكاية ببساطة ضيق ذات اليد، لأن عباد الله الموظفين مهما كانت درجاتهم الوظيفية، فهم يخفون خلف ملابسهم التي تبدوا أحيانا أنيقة هموم تنوء من حملها الجبال، ويعجز أمامها عباقرة الاقتصاد، فهي لا تثمن ولا تغني من جوع.
عند الموظفين كله محصل بعضه.. رواتب هزيلة – يا ريتها دايمه – وظائف غير مستقرة وخصومات عشوائية، ومرتب أول الشهر لابس طاقية الإخفاء، من الصراف إلى جمعية المستحقين «واللي ما يستو فيش حقه ما يقلقش الشهر الجاي ويضمنا رب كريم».
بجد دولة الموظفين حاجزة مقاعدها مقدمًا في الجنة، وأكيد ربنا سبحانه وتعالى هيعوضهم خير عن «الشقى » والصوم الإجباري في الدنيا والحرمان من كل متع الحياة معتمدين على «إن ده بلاء واللي عند ربنا ما بيضعش أبدًا».
في ظل تراجع قيمة الجنيه والارتفاع الجنوني للأسواق في غياب الرقابة، ودخولنا على مرحلة جديدة متفردة عالميًا وهي تعويم الأسواق للعرض والطلب، بات حال الموظفين كارثي فعلًا ويحتاج توحد شعبي عاجل فربما كان سلاح المقاطعة هو الأكثر فعالية هذه الأيام لمواجهة محتكري السلع وأصحاب الضمائر الميتة.
الموظف الغلبان مأساة تتكرر وتزداد ضراوة في ظل الارتفاعات المتوالية يوما بعد يوم في كافة مناحي الحياة ومستلزمات المعيشة اليومية ومتطلباتها الأساسية من تعليم إلى علاج وأكل وشرب وفواتير لا تنتهي كهرباء ومياه وإيجار، بالإضافة إلى المواصلات وغيرها، هذا بالنسبة للموظف الأعزب أما رب الأسرة فله جنات عرضها السماوات والأرض.
باختصار: هذه دعوة نوجهها لوزيري الاقتصاد والمالية وإلى خبراء وجهابذة الاقتصاد لمن يستطيع أن يُسير بيت موظف بما يتقاضاه من راتب في أول كل شهر ولأي مدد من الشهر شاء ابتداء من يوم.. حال الموظف يُغم والراتب بات زائر يرفض المبيت أما حكاية عايش «إزاي» فهذه مأساة دولة الموظفين في الأرض ومعاناتهم التي لا يعلمها إلا الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية