بعيدًا عن الرسائل الشاملة للقمة العربية الصينية بالرياض.. فقد كانت الرسائل الفرعية قوية ومحددة ولا تقل أهمية عن الرسائل الشاملة.. وإذا كانت الرسالة الأولى من الرسائل الفرعية من نصيب الولايات المتحدة فإن الرسالة الثانية كانت من نصيب إيران.
فما بين البيان الختامي الصادر عن القمة الخليجية الصينية وتصريحات الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في ختام جلسات القمة.. جاءت الرسالة واضحة في أهدافها عميقة في مضمونها.
البيان الختامي للقمة تضمن رسالة صريحة لطهران، حيث أكد على ضرورة احترام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج وضمان الطابع السلمى للبرنامج النووي الإيراني حفاظًا على الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا حيث أكد القادة على دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أكد الجانبان على ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها.
لم يتوقف البيان عند هذا الحد بل تطرق إلى قضايا أخرى شائكة حيث أكد القادة على أهمية الحوار الشامل بمشاركة دول المنطقة لمعالجة الملف النووي الإيراني والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار والتصدي لدعم الجماعات الإرهابية والطائفية والتنظيمات المسلحة غير الشرعية ومنع انتشار الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وضمان سلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية.
كما أكد القادة على دعمهم للجهود السلمية للإمارات للتوصل إلى حل سلمى لقضية الجزر الثلاث.
أما المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية السعودي فقد حمل رسالة أخرى مختلفة.. فقد أكد الوزير في ردة على أسئلة الصحفيين حول علاقة المملكة بإيران أن المملكة حريصة على إقامة علاقة إيجابية مع إيران، وأن استقرار المنطقة يكون بعلاقة جيدة بين الخليج وإيران، وأكد استمرار المملكة في مد اليد إلى جيرانها في إيران، وأعرب عن أمنياته في ترجمة التصريحات الصادرة من طهران إلى علاقة إيجابية.
تلك كانت الرسالة.. أما الرد عليها فقد جاء سريعا من جانب طهران.. فإذا نحينا جانبا استدعاء السفير الصيني للرد على البيان الختامي للقمة الخليجية الصينية.. فإن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني مؤخرا كانت جيدة فقد أعرب عن رغبته في إعادة فتح السفارة السعودية بطهران. كما أعرب عن استعداده للقاء وزيري خارجية ودفاع المملكة. ولم يتوقف الأمر عند التصريحات، بل تم ترجمتها إلى حديث جمع بين وزيري خارجية السعودية وطهران على هامش قمة العراق التي عقدت بالأردن مؤخرا.
أعتقد أن رسالة إيران كانت الأسرع في تحقيق نتائجها بخلاف رسالة أمريكا التي ربما تستغرق وقتا حتى نرى نتائج ملموسة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية