الجولة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى محافظة سوهاج وافتتاح عدد من المشاريع التنموية هناك لها عدة مدلولات سياسية يجب الوقوف أمامها، وكذلك الكلمة التي ألقاها في ختام الحفل الذي أقيم هناك.
ومن الأشياء التي وقفت أمامها توقيت الزيارة فقد تمت في خامس يوم في العام الجديد مما يعنى أن هذا العام سوف يكون عامًا مميزًا لمحافظات الصعيد وأن الرئيس جعل تنمية الصعيد أمرًا واقعًا وليس شعارات ترفع كما رأينا في العهود السابقة.
والأمر الثاني أن تبدأ الجولات في محافظات الصعيد من محافظة سوهاج وهي أكثر المحافظات في صعيد مصر تعرضت للظلم التنموي وكانت من أكثر المحافظات فقرًا في تقارير التنمية البشرية التي كان يصدرها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وكنا دائما نستغرب من محافظة أنجبت أكبر رجال الأعمال في مصر ولكنهم تكاسلوا عن دعم محافظتهم لفترات طويلة.
وأن يختار الرئيس انطلاق قطار التنمية من هذه المحافظة فهي رسالة لكل محافظات الصعيد التي ما زال بعضها يعاني من نقص المشاريع، أن القطار قادم لها وبأسرع مما يتوقعون وأن التعهدات أصبحت واقعًا قريبًا منهم.
فالصعيد رغم مساحته الشاسعة إلا أن به 35% من سكان مصر ولو أضفنا الذين هاجروا إلى القاهرة والمدن الكبرى مثل الإسكندرية ومدن القناة لوصل عدد سكان الصعيد إلى 60% من شعب مصر وكان أبناؤه يشعرون أنهم مهمشون وأن الوعود التي أطلقت لتنمية بلادهم كانت مجرد شعارات جوفاء مع ضعف الأصوات المطالبة بإنصاف الصعيد سواء من نوابهم أو من المسئولين في الدولة.
وتأتى زيارة الرئيس يوم الخميس الماضي إلى سوهاج لتؤكد أن عهدًا جديدًا للتنمية في هذه المنطقة التي كانت في يوم من الأيام بداية الحضارة الإنسانية في العالم كله والرقم الذي أعلنه الدكتور مصطفى مدبولي بأنه تم استثمار تريليون ونصف التريليون في محافظات الصعيد خلال 7 سنوات رقم غير مُرضٍ مقارنة بما صرف على القاهرة الكبرى لكنه بداية تحتاج إلى مزيد من الاستثمار في هذه الأرض الواعدة والمليئة بالخيرات وتنتظر من يأتي لاستغلالها.
فالصعيد كما أعلن الرئيس هم أهل الكرم والطيبة والشهامة، وقوله: «وقد ازداد فخري ونحن نشهد معًا ملاحم البناء تمتد لكل ربوع الوطن وفى مقدمتها صعيدنا الطيب الذي عانى كثيرًا».. فهذه الكلمات نقطة الانطلاق التي يجب على باقي المسئولين في الدولة التحرك من أجل إنهاء هذه المعاناة وفق التوجيهات الصادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي قال: «فقد كانت توجيهاتي واضحة لكافة أجهزة الدولة ووضع تنمية الصعيد في أولوياتها وتكامل جهودنا لتحقيق طفرة تنموية تنعكس آثارها بشكل مباشر على المواطن سواء على مستوى الخدمات المقدمة له، وخاصةً في مجالي الصحة والتعليم أو لبناء وتطوير البنية التحتية، وذلك بالتوازي مع المشروعات القومية الكبرى التي يتم تنفيذها لتعزيز أصول الدولة ورفع قيمتها لدعم الاقتصاد، وأنني أؤكد لكم بشكل قاطع وبإرادة حقيقة أننا ماضون قدمًا في مسيرة تطوير صعيد مصر والعمل بكل جِد وبذل كل جهد يحقق لأهالينا في الصعيد ما يستحقونه من تنمية واستقرار وجودة الحياة».
فقد كانت كلمة الرئيس في ختام الحفل أشبه بخطاب تكليف لكل مسئول كبر منصبه أو صغر بأنه يجب أن يتم تعويض أهل الصعيد عن سنوات الحرمان والمعاناة ويجب أن تسيطر أرادة الدولة على الجميع لاستمرار مسيرة تطوير الصعيد كما أعلن الرئيس.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية