مصر كانت ومازالت أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وخاضت مصر عدة حروب في مواجهة الكيان الصهيوني بدأت بحرب 48 ثم حرب 56 وتلاها حرب 67 التي ضاعت سيناء فيها بالكامل، ثم حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب السادس من أكتوبر العظيمة التي حققت فيها مصر المعجزة، واستطاعت تحطيم خط بارليف وأكذوبة الجيش الذى لا يقهر وحققت نظرًا غاليا للأمة بالكامل، واستكملت مشوار تحرير باقي أرضها من خلال مفاوضات السلام المضنية مع إسرائيل حتى حققت تحرير كامل أرضها، وقد دفعت مصر ضريبة فادحة في حروبها مع الكيان الصهيوني، وفقدت مئات الآلاف من خيرة أبنائها، وتعرض اقتصادها لأزمات كبيرة بسبب الحروب، كما تعرضت إلى القطيعة والطعنات من الأشقاء بسبب مباحثات السلام التي لجأت إليها بهدف استعادة الأرض، وتعرض الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام إلى شتى أشكال التشويه، وقد أكدت السنوات والتجارب أنه كان قائدًا فذًا وصاحب رؤية ثاقبة ويسبق عصره، لأنه عرض على الفلسطينيين مكاسب لا يستطيعون تحقيق بعضها الآن.
ولأن قدر مصر أن تتحمل مسئولياتها في شتى الظروف والعصور، فقد استمرت مصر على سياستها ودعمها للشعب الفلسطيني الشقيق، وقبل أيام تحركت مصر وتم عقد اجتماع هام في مقر جامعة الدول العربية حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء خارجية الدول العربية لبحث مواجهة الاعتداءات الخطيرة التي تحدث في مدينة القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية المتكررة.. والواضح أن بنيامين نتنياهو قد استغل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية لتحقيق أهدافه المتطرفة في مدينة القدس في خطوة تشكل إشعال فتيل النار ليس فقط في المدينة المقدسة، وإنما في المنطقة بالكامل، خاصة أن المتطرفين اليهود يكررون تدنيس المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، كما يصر وزير الأمن الإسرائيلي على تنفيذ عملية واسعة النطاق في بلدات شرقي القدس لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قصرَا عن منازلهم وأراضيهم في تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة التي أكدت جميعها استمرار وضع المدينة المقدسة على ما هي عليه.
الحقيقة أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء واضحًا وقاطعًا وقويَا في تحذير الجانب الإسرائيلي من الاستفزازات التي يقوم بها في مدينة القدس، وأكد حقوق الشعب الفلسطيني، وبطلان جميع الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل باعتبارها دولة محتلة، ودعا المجتمع الدولي وشركاء السلام للعمل على إنقاذ حل الدولتين، وأكد الملك عبدالله بن الحسين أن الأردن سوف يستمر في دعم الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وحذر من محاولات التقسيم التي تقوم بها حكومة نتنياهو وطالب بحل الدولتين، وناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية دعم المرابطين الفلسطينيين في القدس وحماية المدينة المقدسة من الاعتداءات الصارخة التي تقوم بها دولة الاحتلال، وطالب المجتمع الدولي بالوفاء بعهوده لإنقاذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة المعطلة منذ عدة عقود، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني الذى مازال الشعب الوحيد المحتل في العالم، مطالبًا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف.
حفظ الله مصر
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية