تماما مثلما تخفي ست البيت أو الخادمة كناسة البيت تحت السجادة.. لأسباب أو لأخري.. يمكن القول إن كثيرين في مصر يفعلونها!
حاجة تكسف.. كتبت ذات ملاحظة مماثلة مقالا عنوانه «الكناسة تحت السجادة» ولكن ستات البيوت عملوا «ودن من طين وأخري من عجين». هن أحرار.. البيوت بيوتهم.. ومثلما يقول الناس: «فيه كده وفيها كده» ويكملون: «من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله»! لا بأس فللبيوت رجال يحاسبون نساءهم على ما يجري فيها.. لكن من يحاسب بيت الصحفيين؟
أصل الحكاية هنا هو هذا المبلغ الضخم الذي تم انفاقه على تجديد واجهة النقابة واستبدال الكلادينج – وهو عبارة عن واجهات حديثة- بالرخام الأصلي الذي أشيع أنه خطر لسقوطه على المارة! هل عدمنا الحلول غير المكلفة.. حتى تدفع نقابتنا المتخمة بالعجوزات المالية ولا تلبي احتياجات الصحفيين.. حتى أن مرشحا حاول مغازلة الناخبين بجلب كراتين البيض بأسعار مخفضة من وزارة الزراعة لمساعدة زملائه الغلابة؟
هل من المعقول إنفاق 8 مليون جنيه على هذه الواجهه؟ حسنا فعلت «العمومية» برفضها الميزانية الختامية.. وإن كانت التساؤلات تثور حول جدوى هذا الإجراء.. وكيف سيتعامل معه المجلس الجديد وهل سيحقق في الموضوع.. ويحاسب المهدرين إن وجدوا ؟ أم أن المجلس الجديد سيصبح مشغولا بميزانيته هو التي ستناقش قبل الانتخابات الجديدة.. وبالتالي لن يهمه سواها؟ لا أحد يعرف سوي النقيب الجديد والمجلس بنصفه القديم والجديد!
اعود إلى فكرة الكناسة تحت السجادة وارتباط ذلك بما جري في موضوع الواجهة وما حدث من رفض للميزانية الختامية.. لأربط ذلك كله بمشهد لم اتوقعه! صادم إلى اقصى حد! مريع ومؤسف بلا مبالغة!
لقد شاءت الأقدار أن تكون لجنتي الانتخابية – أنا وزملاء أخرين – في الطابق الخامس، وبعد معاناة شديدة أمكنني الصعود إليه عبر اسانسير واحد (!) كان يعمل في الجهة اليسرى من المدخل، لأنزل منه في مكان غريب جدا! طابق مهجور خرابة، سقفها الأسمنتي ظاهر كليًا وأسلاكه الكهربائية عارية.. وكأن كل أوراق التوت سقطت أمامي.
في البداية تخيلت أن المنظمين فعلوا ذلك عمدا.. ليجدوا متسعا لتقسيم اللجان بشكل راسي وعلى مسطح يمتد بعرض الطابق وطوله وعمقه.. تخيلت أنه كانت هناك في السابق «بارتشنات» يقسم إليها الطابق كمكاتب أو غرف أو ما شابه.. لكنها أزيلت لهذا الغرض، ولكن لماذا الأرض غير المستوية مغطاة بسجاجيد الفراشة؟ هكذا سألت نفسي، وما الذي يختفي تحت سجاجيد الفراشة؟ تفحصت المكان ونظرت أعلى وأسفل.. مبهورًا بالأسى.. مشدوهًا بالأحزان.. مثقلًا بالتساؤلات؟ ما الذي حدث لهذا الطابق؟ هل أتي عليه حريق؟ هل هو تحت الصيانة مع الواجهة؟
لم يقل أحد أن ملايين الكلادنج في «أيامه الغبرا» هذه ستتضمن إصلاح وتشييد وتأثيث هذا الطابق؟ جاءني صوت من الطابور الطويل – هكذا وقفنا بأعداد غفيرة في كل اللجان ما يقطع يقينا بسوء التنظيم لعملية الانتخابات- ليصدمني صدمة قاسية: هذا الطابق يا أستاذ ليس وحده «الخرابة»، لتصعد أيضًا إلى السادس فستجد أنهما لم تمسهما أيدي التشييد والتأثيث منذ إنشاء النقابة؟
يااااه.. كل هذه الكناسة تحت السجادة أيها السادة؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية