جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسعودية أوائل الشهر الحالي في توقيت حاسم.. لأن هذه الزيارة كانت قاطعة.. فعلى الرغم من أن الزيارات الرسمية المصرية للمملكة لم تنقطع في ظل الشائعات التي حاولت النيل من العلاقة التاريخية بين البلدين بسبب سحابة صيف عابرة.. إلا أن هذه الزيارات لم تنجح في وقف المهاترات التي كانت تظهر بين حين وآخر.
زيارات رسمية عديدة قام بها الوزراء المصريون للمملكة خلال الفترة الأخيرة.. كانت أولها زيارة وزير الخارجية وحضوره اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين في وزارة الخارجية السعودية، وبعدها شارك كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام في المنتدى السعودي للإعلام، وكان ذلك بصحبة عدد من الإعلاميين المصريين الذين تواجدوا في المنتدى بصورة لافتة واستقبلتهم السعودية أيضا بصورة تليق بمكانة مصر.
وكانت آخر زيارة قام بها وزير مصري قبل زيارة الرئيس السيسي هي زيارة الوزير أشرف صبحي إلى جدة حيث شارك في اجتماع وزراء الشباب والرياضة العرب بصفته رئيس المكتب التنفيذي للمجلس.
وفى رأيي أن أهم زيارة رسمية للسعودية قبل زيارة الرئيس كانت زيارة الدكتور محمد معيط وزير المالية المصري للمشاركة في الملتقى المالي بالرياض والذي شهد أكبر تجمع لمؤسسات المال والأعمال في العالم.
زيارة الوزير محمد معيط كانت زيارة مختلفة.. فقد كان حضور الوزير لافتاً حيث كان متحدثاً في الجلسة قبل الأخيرة للمؤتمر بجوار وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي ووزير مالية البحرين.. وأهم من ذلك أن هذا الملتقى شهد رسالة من السعودية إلى مصر على لسان وزير المالية السعودي محمد الجدعان الذي قال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمام صناع القرار والخبراء والأكاديميين في مجال المال والأعمال من مختلف أنحاء العالم أن مصر دولة كبيرة وتملك مقومات تساعدها على الانطلاق وربما تواجه بعض الصعوبات إلا أنها ستنطلق، وعندما سألته مديرة الجلسة الحوارية هل ستستثمرون في مصر قال لها بالطبع نستثمر وسنستثمر.. كانت هذه الرسالة على الملأ وأمام ممثلي مؤسسات التقييم العالمية وكان مفادها أن المملكة تقف بجانب مصر دائما وأبدا.
وكانت هناك رسالة أخرى على هامش الجلسة الختامية عندما تحدث الوزير الجدعان مع الدكتور معيط قائلا: أشكرك على الحضور وأود أن أقول لك إن مصر دولة عظيمة قوية.. تملك مقومات غير مسبوقة.. وإن شاء الله ستنطلق.. هذه كانت رسائل من المملكة إلى مصر تؤكد على مكانة وقوة العلاقة بين البلدين.
رغم كل هذه الزيارات لم تتوقف الحملات المغرضة واستمرت الشائعات التي لا تحب الخير لمصر ولا للسعودية.. استمرت المهاترات التي تحسد البلدين على العلاقة التاريخية الضاربة بأعماقها في جذور التاريخ.
لم يتوقف اللغط يوما واستمرت الشائعات حتى جاءت زيارة الرئيس السيسي ولقائه ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة ليعرف العالم أجمع أن مصر والسعودية تجمعهما علاقة أبدية على مر الزمان.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية