قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن التاريخ سجل دومًا بحروف من نور دور العمال المشهود له في بناء هذا الوطن الأمين على مر الزمان والعصور؛ فالحضارة المصرية الخالدة، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، تتحدث عن تقديس المصريين للعمل.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال احتفالية عيد العمال اليوم بمحافظة الشرقية، إننا نحرص، على تقديم أقصى ما نستطيع، من دعم ورعاية للعمال حيث تمت زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلقنا وعززنا برامج الحماية الاجتماعية، ونقوم بتقديم الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، ونعمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل، والتوسع في المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة فضلًا عن إعداد الاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية عيد العمال
شعب مصر العظيم،
السيدات والسادة الحضور،
يسعدني في بداية كلمتي أن أتقدم إليكم جميعًا بخالص التهنئة، بمناسبة عيد العمال كل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم وازدهار.
عاملات وعمال مصر الأوفياء،
لقد سجل التاريخ دومًا بحروف من نور دوركم المشهود له في بناء هذا الوطن الأمين على مر الزمان والعصور؛ فالحضارة المصرية الخالدة، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، تتحدث عن تقديس المصريين للعمل.
تقديس.. جعلنا اليوم، نرى تلك الإنجازات الشامخة، التي صنعها أجدادنا، في مختلف المجالات بعد أن تسلحوا بالتنظيم المحكم الدقيق، والمعرفة العلمية، وروح الإصرار والتحدي والكفاح.
واليوم في هذا العالم الذي يتسم بالمنافسة والتغير المستمر، فإن أهمية هذه القيم قد تضاعفت فالإحاطة بأرقى درجات العلم الحديث، واستيعابه وتطويعه لإنتاج التكنولوجيا التطبيقية، وتأسيس وترسيخ مهارات الانضباط والدقة، وتفجير طاقات الإبداع، والتعمق في جميع متطلبات الإدارة الحديثة، والتنمية الصناعية المتطورة، كل هذه أصبحت عوامل، يصعب من غيرها، تحقيق التقدم والازدهار للشعوب.
وجاءت الأزمات العالمية المتلاحقة من جائحة «كورونا» إلى الأزمة «الروسية – الأوكرانية» لتضيف المزيد من الصعوبات التي يلاقيها العديد من دول العالم، خاصة الدول النامية، ومن بينها مصر.
ولذلك فإننا دائمًا نحرص، على تقديم أقصى ما نستطيع، من دعم ورعاية للعمال حيث تمت زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلقنا وعززنا برامج الحماية الاجتماعية، ونقوم بتقديم الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، ونعمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل، والتوسع في المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة فضلًا عن إعداد الاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وفي ضوء اهتمامنا الكبير بالعمل وأحوال العمال وتعويلنا على عمال مصر، للإسهام القيم في النهضة الشاملة، التي نعمل من أجلها فقد قـررت كذلك ما يلـي:
- إنشاء صندوق إعانة الطوارئ، للعمالة غير المنتظمة، وتحويل مستحقات الحسابات الاجتماعية والصحية إليه بما يتيح استثمارها والإنفاق منها، في حالات الطوارئ والأزمات على العمالة غير المنتظمة بشكل مستدام، ويعظم العائد الاجتماعي والتنموي منه.
- البدء بتفعيل عمل الصندوق فور انتهاء الإجراءات القانونية، بصرف قيمة إعانة عاجلة، للعمالة غير المنتظمة وغير المستفيدة من برامج الحماية الاجتماعيـة، قدرهـا «1000» جنيـه.
- إصدار وثيقة جديدة من شهادة «أمان»، السابق إصدارها عام 2017 لتغطية التأمين على الحياة، وإصابات العمل للعمالة غير المنتظمة.
- التأكيد على كافة منشآت القطاع الخاص، والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانونًا «5%»، لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة واستمرار العمل على تنمية مهاراتهم، ودمجهم في سوق العمل.
- قيام المجلس الأعلى للحوار الاجتماعي في مجال العمل بدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب، بحضور ممثلي العمال وممثلي أصحاب العمل، والتوافق على صيغته النهائية بما يضمن الحفاظ على حقوق العمال، وضمان بيئة عمل مواتية للاستثمار.
- تعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها، مع اتفاقيات العمل الدولية التي صدقت عليها مصر.
- سرعة انتهاء وزارة القوى العاملة، من إطلاق المنصة الوطنية لمعلومات سوق العمل.
- قيام الوزارات والجهات المعنية، بالتنسيق مع القطاع الخاص، بسرعة الانتهاء من الإجراءات الرامية، للعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال العمل، وتحقيق بيئة عمل آمنة، وزيادة معدلات تشغيل النساء، ودمجهن في سوق العمل، وتنمية مهاراتهن، وحماية المرأة العاملة، وضمان توفيقها بين مقتضيات الوظيفة وواجبات الأسرة في إطار تفعيل الخطة الوطنية للمساواة بين الجنسين في مجال العمل، التي تم إطلاقها عام 2022.
- إطلاق حملة قومية، لتحسين الصورة الذهنية في المجتمع، لقيمة العمل وأهميته للفرد والمجتمع وتشجيع الشباب على الاندماج في العمل الحر وريادة الأعمال، وإقامة مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
- قيام الوزارات والجهات المعنية، بالاستعداد لوظائف المستقبل وتحديد المهن المطلوبة في سوق العمل مستقبلًا، والمهارات اللازمة لها والعمل على تنمية مهارات الموارد البشرية، بما يتناسب مع مستقبل الوظائف، واحتياجات سوق العمل.
عمال مصر الكرام،
إن بناء الوطن والمستقبل، لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم، ومهاراتهم التي تتطور باستمرار، وهو ما يتطلب من الحكومة القيام بالتنسيق اللازم، مع كافة المؤسسات المعنية للتوسع في برامج التدريب للشباب من الجنسين والاستمرار في تطوير المراكز التدريبية، التي تعمل تحت مظلة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
وأقول لكم: «إننا معًا قادرون – بإذن الله تعالى – على مواصلة العمل والتقدم بإصرار على النجاح، وثقة في توفيق الله لنا لتحيا مصر دائمًا وأبدًا وطنًا عزيزًا غاليًا، يستحق منا كل الإخلاص والتضحية».
وبالله سبحانه وتعالي وبشعب مصر وبعمالها الأوفياء: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
شكرًا جزيلًا، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية