معيار الرضاء العام بالنسبة لي يتمثل في مدى التعاطي والتفاعل مع السياسات والقرارات العامة لا أعترف كثيراً بمواقع التواصل الاجتماعي كمؤشر على رفض أو قبول قرار أو سياسة ما، وأرى أنها كثيراً ما تكون موجهة لأغراض ما.
وزارة الأوقاف بما تمثله من أهمية في واقع المجتمع المصري دائما ما تكون محط مقصلة الــ «سوشيال ميديا» بداية من قرارات الأذان الموحد، ثم الخطبة الموحدة، وانتهاء بالدعوة إلى الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عقب صلاة الجمعة.
أنشطة دعوية كبيرة ومتنوعة لكل فئات المجتمع؛ الأبرز فيها عودة الأطفال للمساجد مرة أخرى وبأمان فكري تام بعيد عن المفاهيم المتطرفة المغلوطة تحت رعاية الدولة المصرية، في سياق تلك الفاعليات بدأت وزارة الأوقاف فاعليات الأسبوع الثقافي حول «شعيرة الحج» حيث تم اختيار مسجد الجامع الطناني بقريتي قرية كفر شبين بمركز شبين القناطر محافظة القليوبية. بحضور الشيخ صفوت فاروق أبو السعود وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، وإشراف وتنظيم الأخ العزيز الدكتور هيثم مطر إمام وخطيب مسجد الطناني.
هنا لي عدة ملاحظات؛ الأولى منها أعود فيها لمقدمة ما كتبت حول التفاعل والتعاطي الشعبي مع القرارات والسياسات، وهو مؤشر هام لمدى الرضاء الشعبي عن تلك الفاعليات؛ ويكفي القول إنني تابعت فاعليات ذلك الأسبوع الثقافي على صفحات وحسابات ومجموعات أبناء قريتي الحبيبة، ثم ذلك الحضور الكثيف على مدار أيام الأسبوع حتى ختامه. وهو مدلول على مدى الرضاء الشعبي عن مثل تلك الفاعليات وإلا كانت المقاطعة والحضور الضعيف.
ثاني تلك الملاحظات؛ أن ما تقوم به الوزارة من أنشطة دعوية متنوعة؛ هي تفعيل وعودة لدور المؤسسات الدينية كأبرز أدوات ومؤسسات التنشئة المجتمعية، خاصة فيما يتعلق برفع الوعي، تصحيح المدركات وتحسينها، ومحاربة التطرف والأفكار الظلامية.
الملاحظة الثالثة؛ أن تلك الفاعلية الدعوية جاءت تحت عنوان «الأسبوع الثقافي» لكن كل المحتوى جاء في إطار ما يمكن تسميته «التثقيف الديني»، لذلك كنت أتمنى ونحن نتحدث عن الثقافة أن يكون هناك تنسيق ما بين وزارتي الأوقاف والثقافة بل والشباب والرياضة أيضاً. وإن يتم استغلال هذا المستوى من المشاركة وهذا الزخم لتقديم رؤية توعوية وطنية موحدة دينية وثقافية تعزز المدركات الوطنية وتعلي من قيم الولاء والمواطنة.
أخيراً؛ هذا جهد مشكور ومحمود لوزارة الأوقاف، وأتمنى أن تسلك وزارة الثقافة نفس الطريق، وأن تعود الروح والحياة مرة أخرى لقصور الثقافة خاصة على مستوى القرى والأقاليم، خسرنا كثيراً وتراجعنا ثقافياً أكثر بتراجع واضمحلال الثقافة الشعبية، ورغم الجهد الكبير من الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة بالتنسيق مع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لكني أرى أنه لا يزال هناك الكثير لعودة المواهب مرة أخرى لقصور الثقافة وأيضا مراكز الشباب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية