10 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو.. عقد كامل من الزمان شهد العالم فيه تطورات تسببت فيها ثورة الشعب المصري على حكم عصابة تخفت وراء الدين لتتسرب في مختلف دول العالم.. عصابة اتخذت من الديمقراطية وسيلة للاستيلاء على الحكم في بلدان كثيرة، وانقلبوا عليها سريعًا، عصابة أصاب الغرور أعضاءها في العالم كله، ودخل الكبر نفوسهم، فسلط رب العزة الشعب المصري ليفضحهم ويكشف حقيقتهم ويثور عليهم.
ثورة 30 يونيو بدون مبالغة غيرت خريطة العالم في السنوات العشر الماضية، فسقوط عصابة الإخوان في مصر تلاها سقوط في كل مكان لهم فيه قوة، فسقطوا في المغرب والجزائر وتونس والأردن والسودان على المستوى العربي وما زالوا يحاولون إثارة المشاكل في اليمن بأنهم يلعبون مع طرفي الصراع هناك.
ثورة الشعب المصري أسقطت أوراق التوت على داعمي الإرهاب والعنف في العالم، وكشفتهم أمام شعوبهم والشعوب العالم، نعم دفع الشعب المصري ثمنًا باهظًا في حربه ضد الإرهاب الأسود والعنف، وضد من برر ارتكاب هذه الأعمال، وواجهنا دولًا كانت تعتبر أن عصابة الإخوان معارضة سياسية سلمية كما كانوا يزعمون في كلمات قادتهم في المحافل الدولية ويمولون منظماتهم لمحاربة مصر في هذه المحافل، بل مولوا قنوات تلفزيونية تبث كل يوم معلومات هدفها زعزعة الثقة في الشعب المصري وفي ثورته التي أطاحت به.
بعد 10 سنوات من ثورة شعبية جارفة عاد هؤلاء يطلبون ود مصر، بل ويريدون إقامة علاقات طبيعية معها دون أن تخرج منهم كلمة اعتذارعما كان يقوله قادتهم ضد مصر وضد قاده الثورة وضد الشعب المصري، لم يعتذروا عندما فتحوا وسائل إعلامهم للتحريض على قتل المصريين من رجال الجيش والشرطة والمدنيين، لم يعتذروا عن الأموال التي دفعها الشعب المصري لمواجهتهم في تحالفهم مع الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، لم يعتذروا عن الدماء التي سالت بسبب أموالهم التي دفعوها للجماعات الإرهابية.
ثورة 30 يونيو أشبه بحرب 1973 فالحرب أسقطت أساطير كانت تقال لنا عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وثورة 30 يونيو أسقطت أساطير عن تنظيم دولي قال لنا إنه سيحكم مصر أكثر من 600 سنة أسوة بالاستعمار العثماني الذي أورثنا الجهل والفقر والمرض حتى الآن، فهي علامة فارقة في تاريخ العالم مثلما أصبحت حرب 73 علامة فارقة في تاريخ العسكرية العالمية.
المصريون يحتفلون بمرور عقد على هذه الثورة رغم ما شهده المجتمع من تغيرات ومن تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية قد تكون محل رضا البعض ورفض البعض الآخر، وحدث فيها خلاف بين شركاء هذه الثورة وخاصة في ترتيب الأولويات والإجراءات التي يجب أن تتبع لإقامة دولة مدنية ديمقراطية كما ورد في دستور 2014 وخاصة تنفيذ ما ورد فيه من باب الحقوق والحريات وهو أساس قيام الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على أسس المواطنة والمساواة وسيادة القانون والفصل الحقيقي بين السلطات.
ثورة 30 يونيو ستظل جزءًا من تاريخ البشرية وليس التاريخ المصري وستظل علامة فارقة رغم محاولات عصابة الإخوان تشويهها.. إثارة الشكوك حولها وتشويه ما تم من أعمال في السنوات الماضية.. فهي ثورة شعب مصر رغم أنف الإخوان.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية