تحل علينا هذه الأيام الذكري الخمسين لـ نصر أكتوبر المجيد، يوم العزة والكرامة، والذي يعد يومًا فاصلا وعلامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، وشاهدا على عبقرية وصمود وإيمان المقاتل المصري الذي خاض أشرس المعارك على مر التاريخ وهو صائما متسلحا بالإيمان والعزيمة تحت شعار الله أكبر، ليزلزل الأرض تحت أقدام العالم أجمع، وتدرس تلك المعركة في كبريات الكليات العسكرية والاستراتيجية كواحدة من معجزات العصر الحديث.
بطولات جنودنا وقصص الفداء والتضحية وحب الوطن ستبقى مادة خصبة لسنوات قادمة تحكي أساطير وطن يعيش فينا قدم الآباء أرواحهم فداء له، وسنبقى وأحفادنا من بعدنا فداءا لحبات رماله الطيبة الطاهرة وحصنا منيعا وسدا قويا في وجه كل من تسول له نفسه النيل من تراب الوطن.
وإذا كنا بهذه المناسبة من كل عام نتقدم بالشكر والعرفان لرجال القوات المسلحة الباسلة ونترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، فإنه لا يفوتني إلا أن أتقدم بالتهنئة القلبية لوالدي البطل «أطال الله في عمره» بصفته واحدا ممن خاض معركة الكرامة ملبيا ندا الوطن مستعينا بالله، والذي زرع فينا منذ الصغر حب الوطن والتضحية بكل ما هو غالي وثمين فداءا له.
كان والدي يجمعنا أنا وأخوتي حوله منذ نعومة أظافرنا ويروي لنا كيف كان يعيش الجنود في الخنادق وفي أرض المعركة، وإصرارهم على التضحية بأرواحهم من أجل استعادة الأرض ودحر العدو، كانت روايات لا تنتهي ونظل بالساعات نستمع إلى تلك البطولات.
كان يروي لنا كيف أنهم كانوا ينتظرون اللحظة الحاسمة لرفع العلم المصري على الضفة الشرقية لـ قناة السويس لاستعادة أغلى بقعة في الوطن، وحين كان يروي لنا قصص البطولات كنا نشعر وكأننا في قلب المعركة على الضفة نحارب مع الأبطال وكان هو في المقابل تنهمر الدموع من عينه فهو عاشق للقوات المسلحة، لا يمل ولا يكل أبدا من الحديث عن بطولاتها وعلى لسانه كلمة دائما يقولها «دي القوات المسلحة.. أعظم جيش وخير جنود الأرض».
ذكر لنا والدي كيف استقبل الجنود قرار الحرب، وكيف أنهم كانوا سعداء به وكأنهم سمعوا خبر عودتهم إلى ديارهم، فريحون رغم أنهم مقبلون على حرب لا يعرفون مصيرهم فيها ولكن يقينهم بالنصر المبين كان أمامهم، وتحقق النصر واستعادة مصر أغلى بقعة من أرضها ودحرت الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وألحقت به هزيمة ساحقة.
وختاما أرفع قبعتي تحية إجلال وتقدير لأبطالنا في القوات المسلحة، متمنيه لهم المزيد من الانتصارات لاستكمال مسيرة التنمية والعبور بأجيال مصر الجديدة نحو مستقبل أفضل.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية