أزمة غزة كاشفة فالمسرح مفتوح للجميع وعليه أبطال يجسدون معنى الفداء والتضحية، ويحملون القضية بكل أعبائها على كاهلهم، وآخرون في صفوف الجماهير يصفقون مرة لغالب وأخرى للمهزوم، وهناك فريق ثالث خلف الستار وتحت الكراسي يحملون أجندات خفية ومشبوهة ومعاول هدم مستهدفين رؤوس الأبطال، وتدمير المسرح بالكامل ليقيموا على أنقاضه نصب تذكاري رمزاً للخيانة والعمالة والتحالف مع الذئاب اعتقاداً منهم أن هدم رمز الثقافة والحضارة ومهبط الرسالات والحماية والقوة سيفتح لهم باباً لصناعة تاريخ مزيف.
مدرسة «إخوة يوسف» بما يحملون بداخلهم من غل وكره التي جسدها البعض من أبناء جلدتنا هي السبب الرئيسي فيكل ماحل بأمتنا من هلاك ودمار منذ إشعالهم شرارة الربيع العربي مروراً بما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان وتونس وما تشهده غزة الآن.. أبحث عن العوامل المشتركة ولن تبذل جهدا فسوف تجد أخوة يوسف في كل بؤرة دم تدل عليهم بصماتهم وتشير إليهم أصابع الاتهام وتجدهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل تدمير الأمة.
مشاركة إخوة يوسف للخطة الأمريكية الغربية الإسرائيلية في محاولات تهجير سكان غزة إلى سيناء، وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، مشاركة فاشلة غير مجدية، تم مقابلتها برفض تام من دول المواجهة الثلاثة فلسطين ومصر والأردن، مهما كانت الضغوط الاقتصادية والإغراءات المزعومة والمعونات وغيرها.
مصر تصدت بقوة ورفضت رفضا قاطعاً لكل المحاولات المتعلقة بالتهجير والنزوح والوطن البديل، مؤكدة أن أرضها ليست للبيع، وأنها ستبقى كما كانت منذ بداية القضية سندا وظهيرا قويا لحماية الأشقاء في الأرض المحتلة، وأنها ستتصدى بكل قوة لعمليات بيع وتصفية القضية الفلسطينية.
مصر ترفض تهجير ما يزيد عن 2مليون و400 ألف فلسطيني من أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين ولن ترضخ للضغوط ومتمسكة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ستبقى فلسطين عربية آبد الأبدين، وستبقى مصر آبية عصية على العهد والوعد حتى قيام الساعة، وسيبقى «يوسف المصري» صامداً ولن تنزلق قدماه في الجب.. حفظ الله مصر وشعبها في رباط إلى يوم الدين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية