عقد مركز البحوث الإفريقية بكلية الدراسات الإفريقية العليا ندوة علمية حول العلاقات الأفريقية العربية تحت عنوان «مسارات واتجاهات العلاقات العربية الإفريقية الراهنة»، ترأس الندوة الدكتور عطية الطنطاوي عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا.
وقالت الدكتورة شيماء محي الدين مدير مركز البحوث الإفريقية مقرر الندوة وأستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا؛ إن الندوة تأتي في مستهل فعاليات مركز البحوث الأفريقية، وأن هذه الندوة التي تحمل عنوان «مسارات واتجاهات العلاقات العربية الأفريقية في الوقت الراهن».
تأتي في وقت حاسم وفي مرحلة دقيقة من مراحل التفاعل العربي الأفريقي، وفي سياق الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على مجمل التفاعلات العربية الأفريقية، بدءا بالصراعات التي تشهدها الدول العربية الأفريقية وما نتج عنها من تصعيد للتوترات وأعمال العنف كما هو الحال في السودان وليبيا، مرورا بموجة الانقلابات العسكرية وحالة عدم الاستقرار التي انتابت الكثير من دول الساحل الأفريقي على خلفية انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية، وصولاً للأحداث الأكثر سخونة على الساحة العربية ممثلة في العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي أسفرت عن تأجيل انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة، التي كان مزمع عقدها في الرياض في الحادي عشر من شهر نوفمبر الماضي.
محي الدين أضافت؛ إن مسيرة العلاقات العربية الأفريقية حافلة بالكثير من المواقف لا سيما في أوقات الأزمات، وذلك منذ انطلاق مؤتمر القمة العربية الأفريقية الأول في القاهرة عام 1977.
وبعد مرور أكثر من 46 عام على انطلاق القمة الأولى فهناك حاجة إلى الوقوف على مسارات التعاون العربي الأفريقي وسط بيئة دولية تحمل الكثير من المتغيرات والقضايا ذات الأولوية مثل قضايا التغير المناخي والهجرة غير الشرعية، فضلا عن الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها جل دول العالم، وإن ظلت الشعوب العربية والأفريقية هي الأكثر تضررا من جراء تلك الأزمات.
وعلى خلفية هذه القضايا وتلك المستجدات ، فإن الأطر التقليدية للتعاون العربي- الأفريقي باتت تحتاج إلى مراجعة، بحيث تصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بالغة الخطورة، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية بل والصحية التي تعجز الدول العربية والأفريقية عن مواجهتها بشكل منفرد.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية أن اختيار موضوع العلاقات العربية والأفريقية ليكون محوراً لهذه الندوة يأتي انطلاقاً من الحاجة إلى تقييم مسيرة العلاقات العربية- الأفريقية، وذلك بغية الاستفادة من تجارب ودروس الماضي واستشراف آفاق المستقبل، فمع وجود مؤسسات التعاون العربي الأفريقي المشترك، يصبح العمل على تطوير وتعزيز العلاقات العربية الأفريقية أمرا من الأهمية بمكان، وذلك لمواجهة التحديات المشتركة بين الجانبين، وكذا لاستحداث آليات تساعد الحكومات العربية والأفريقية على التعاون البناء من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعوب العربية والأفريقية.
واختتمت مدير مركز البحوث الأفريقية أن التجاوب مع طموحات وتطلعات الشعوب العربية والأفريقية نحو مستقبل آمن يعيد إلى الأذهان أمجاد التعاون العربي- الأفريقي في عصر التحرر من الاستعمار إنما يتطلب نهجا جديدا ومقاربة شاملة سواء على مستوى الخطاب السياسي أو على مستوى الممارسة، وذلك من خلال مشروع طموح تشارك في إطاره الشعوب العربية الأفريقية جنبا إلى جنب مع الحكومات لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف وتجاوز آلام الماضي لاستشراف آفاق المستقبل.
شارك بالندوة متحدثًا، الدكتور محمد عاشور مهدي أستاذ العلوم السياسية بالكلية، والدكتور أيمن السيد عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والسفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية