احتفلنا منذ أيام بيوم الطفل العالمي وهي مناسبه تم التوافق عليها في عام 1954 لتكون مناسبة عالمية في 20 نوفمبر من كل عام وذلك لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم.
وفي هذه الذكرى التي تهدف إلى الترابط الدولي بين الأطفال كما جاء في بيان المنظمات الدولية شاهدنا أطفال إسرائيل وهم يغنون من أجل إبادة غزة.. الأغنية بثتها هيئة الإذاعة الإسرائيلية، وتقول كلماتها سنبيد غزة خلال عام وسنعود إلى الغلاف – أي مستوطنات غلاف غزة – نحصد ونزرع.
ورغم أن الإذاعة الإسرائيلية تراجعت وحذفت الأغنية إلا أن صداها لن يغيب ورسالتها ستظل عالقة في أذهاننا.
هذه هي رسالة الإسرائيليين لأطفالهم.. إبادة غزة وإزالتها من الوجود.. هذه هي قضية أطفالهم التي يعبرون عنها بالغناء.. فخورين بعشقهم للدماء والخراب والمحارق.
هذا ما تربى عليه أطفالهم.. وهذه هي عقيدتهم.. وعلى هذا المبدأ ستأتي إلينا الأجيال الجديدة التي تؤمن بالاستيطان والاستيلاء على الأرض وإبادة الفلسطينيين.. فماذا نحن فاعلون مع أطفالنا؟
هنا يأتي دورنا بعد أن تتوقف رحى الحرب.. هنا علينا أن ننظر إلى المستقبل.. إلى الأجيال القادمة التي ستحمل الراية وتقود الكفاح.. من هنا علينا أن نعلم أطفالنا أن إسرائيل داء لا دواء له.. سنقول لأطفالنا لا تصدقوا من يحدثكم عن الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة.. وأن الطريق لاسترداد الأرض سيكون بالمفاوضات والدعم الدولي.. سنقول لأطفالنا لا تنخدعوا بمن يحدثونكم عن ذلك.. فقد ظل آباؤكم وأجدادكم ينتظرون تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية عشرات السنين.. والنتيجة مزيدا من الدمار والقصف والمجازر.
عشرات السنين والعدو الصهيوني المحتل يصادر الأرض ويستوطن فيها ويستولى على خيراتها ويطرد أهلها في نكبة تلو الأخرى بمباركة القوى الكبرى ووسط صمت المجتمع الدولي نفسه.
سنقول لأطفالنا لا تصدقوا عدوكم أبدا فقد اعتاد ا الكذب والخداع والغش والتدليس وما حدث في جريمة ضرب مستشفيات غزة سيظل عالقا في الأذهان أبد الدهر.. لأنها جرائم موثقه تكشف مدى الوحشية التي وصل إليها العدو وتؤكد أيضا كذبهم وخداعهم باعتراف موثق أمام العالم أجمع.
سنعلم أطفالنا أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة وجود وليست معركة حدود.. وأنها معركة العرب والمسلمين وكل أحرار العالم من كل الديانات.. وليست معركة غزة وحدها.
سنعلم أطفالنا الصبر وعدم اليأس واليقين بأن النصر لهم وأنهم سيعودون يوما إلى ديارهم منتصرين على عدوهم.. وأن هده المحنه سيعقبها منحه وأن الأيام علمتنا أن النصر مع الصبر وأن الظلم لا يدوم أبدا ولابد له من نهاية حتى يسود العدل أرجاء الأرض.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية