هناك حكاية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بعد غزوة حنين التي كاد المسلمين أن يُهزموا فيها، وبعد أن حققوا النصر وزع رسول الله غنائم كبيرة على المؤلفة قلوبهم «وهؤلاء ناس من قريش حديثي العهد بالإسلام»، وحتى على هؤلاء الذين كانوا من الفارين من المعركة، ولم يعطى للأنصار مثلهم.
الأمر الذي بحكم الطبيعة البشرية لم يعجب الأنصار الذين وجدوا أن الذي قام به رسول الله لا يُناسبهم وعبروا عن ذلك، إلا أن هذا لم يُثنى الرسول عما قام به طبقاً لرؤيته، وبُعد نظره، وكان من أسباب فعل الرسول ذلك هو تحبيب هؤلاء في الإسلام.
وقد أشار القرآن الكريم إلى الأحداث التي صاحبت تلك الغزوة وقال «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ» التوبة (25) وكانت طريقة الرسول في توزيع الغنائم بهذه الطريقة تعود إلى ثقته في معشر الأنصار وقوة إيمانهم، فهو الذي قال عنهم صلى الله عليه وسلم «فو الذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار» ودعا لهم وقال «اللهم أرحم الأنصار» إن ما فعله لم يكن عبثاً، إلا أنها الطبيعة البشرية التي تنظر إلى ما أخذ غيره ولا ينظر أو يفهم قيمة ما في يده وما أكثرهم حولنا.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية