المتأمل في أحوال الأمم والشعوب، والراصد لمسيرة الطغاة الظالمين، سيجد أن الله لهم بالمرصاد وأنهم جميعا تكون نهاياتهم مأساوية على قدر ما جنت أيديهم، ولنا في نمرود بن كنعان عبرة كونه أول جبار في الأرض، حكم مملكة بابل في العراق، وأول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض، وادعى الربوبية ورفض الانصياع لأوامر الله.
فما كان من المولى عز وجل إلا أن أرسل عليه وعلى جنوده بعوضا من كثرتها حجبت ضوء الشمس، وأكلت لحومهم وشربت دمائهم، ولم يبق منهم إلا العظام، وأرسل الله إلى النمرود الذي تركه حيا ليشهد ما أصاب جنوده بعوضة دخلت من أنفه إلى رأسه، فمكث 400 عاما يضرب بالمطارق والنعال على رأسه حتى تهدأ البعوضة التي ظلت تعذبه حتى هلك ومات من كثرة الضرب بالنعال.
وأهلك الله قوم فرعون بالغرق بعد تكذيبهم لرسالة الإيمان، أما قائمة الطغاة على مر التاريخ فهي طويلة ومزدحمة وتجف الأحبار قبل الانتهاء من سرد شرورهم وأفعالهم، فهناك جايوس أشهر طاغية في التاريخ الإنساني، والإمبراطور نيرون الذي حرق روما، وفلاد الثالث الذي لقب بدراكولا، وأبو طاهر القرمطي والذي قام بنهب القوافل وقتل الحجاج وهاجم مكة ونهب الكعبة وسرق الحجر الأسود، وغيرهم الكثيرون أمثال فودي سنكوح، تشارلز تايلور، هوشي منه، وموسوليني، أنتيفلتش، بجي خان، عيدي أمين، جوناس مالهير، هيد بكي توجو، سوهارتو، توتو، بريجينيف، كيم أبل سونج، هتلر، ستالين، وآخرين.
وأخيرا تيودور هيرتزل مؤسس الصهيونية رأس الأفعى، وأساس فساد وبطش الصهاينة حتى اليوم، والحديث عن الصهاينة الذين ارتكبوا أبشع الجرائم على وجه الأرض منذ بدء الخليقة حتى الآن يقودنا إلى ما يحدث على أرض غزة من جرائم يرتكبها طغاة العصر، لكن الله لهم بالمرصاد.
الجنود الإسرائيليين المصابين في غزة وهم كثيرون، ابتلاهم الله بأمر عجيب يدلل به على قدرته وحده دون غيره ليكونوا عبرة، ورغم التعتيم على الأمر إلا أن مسؤولي الصحة في إسرائيل حذروا من أن الجنود المصابين في غزة يعانون من جراثيم مقاومة للأدوية.
وكشفت جمعية الأمراض المعدية «أي أي دي» الإسرائيلية، أنه تم العثور على العديد من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية خاصة في إصابات الأطراف بما في ذلك السلالات البكتيرية شديدة المقاومة من الكليبسيلا، الأشريكية القولونية، فطريات الرشاشيات.
وقالت البروفوسير جاليا راهاف، رئيسة الجمعية، أن تقارير جميع المستشفيات تفيد بأن الجنود عادوا من ساحة المعركة مصابين بعدوى مقاومة، ويتطلب الأمر أحيانا التدخل الجراحي مثل التنظير لإزالة الأنسجة المصابة.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة يدعوت أحرونوت، أنه يصعب علاج هذه الالتهابات الأمر الذي يزيد من خطورة انتشار الأمراض الوخيمة والوفيات.
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف الأمراض فيها جنود الاحتلال، فوفقا لصحية تيلغراف فقد وردة تقارير الشهر الماضي عن تفشي مرض الزحار، بين الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة مع زيادة حالات الإسهال والأمراض المعدية التي تتطلب إجلاء لتلقي العلاج الطبي.
باختصار.. هناك حكمة رومانية تقول «لا تسأل الطغاة لماذا طغوا بل اسأل العباد لماذا ركعوا»، ونؤكد أن الله يمهل الظالمين لكنه لا ينساهم، فالبعض يرى حسابه في الدنيا ويحصد نتائج سوءاته، والبعض الأخر يؤجل حسابه إلى يوم تجتمع عند الله الخصوم، وفي كل الأحوال إذا كانت دولة الظلم ساعة، فإن دولة العدل حتى قيام الساعة، وسوف يفنى اليهود إلى الشتات كما جاؤوا أول مرة، وستبقى فلسطين آبية عربية وقلب العروبة النابض بالحياة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية