هناك من يأتي إلى هذه الدنيا ويخرج منها بلا فائدة، وهناك من يأتي، فتحفر أفعاله وأقواله في ذاكرة التاريخ، تنعكس قدراته المتميزة على كل من حوله فالرموز قد تكون عناصر أو أشياء، وقد تكون الرموز مادية أو معنوية، ولكن الاسمي عندما تكون الرموز تعبر عن أشخاص ضحوا بالغالي والنفيس لرفعة شأن وطنهم.
فالاحتفال بالرموز يحمل دلالات وطنية ومعنوية قوية. حيث تلعب الرموز الوطنية دورا مهما في تعزيز روح الوطنية والشعور بالانتماء لدى المواطنين. فهي تساعد على توحيد الشعب وتعزيز قيمه وتقاليده. كما أنها تشير إلى السيادة الوطنية.
وهناك العديد من الرموز الوطنية كالعلم الذي يعد رمز السيادة الوطنية والوحدة الوطنية وهناك النشيد الوطني الذي يعتبر رمز الفخر والاعتزاز بالوطن وهناك التاريخ الوطني الذي يعد رمز الذاكرة الجماعية والنضال الوطني وهناك الأشخاص التي أصبحت رموزا وطنية لما قدمه من جهد وتضحيات من أجل رفعة وطنهم.
ولاشك أن الرموز الوطنية تلعب دورا مهما في بناء الأوطان وتعزيز قيم الحرية والعدالة والمساواة. فهي تساعد على توحيد الشعوب وتحقيق أهدافها الوطنية. فالعالم في معمله والاستاذ في مدرسته والطبيب في مستشفاه والمهندس في موقعه والقائد في معسكره وأكثر من ذلك كلهم يعدون رموزا وطنية نظير ما يقدمونه من جهد وتضحيات لرفعة هذا الوطن العظيم.
ولعلنا تابعنا، اليوم، احتفال الدولة المصرية بـ عيد الشرطة، ذلك اليوم الذي كان وسيظل شاهدا على ذكرى التصدي للهجوم الإرهابي الذي استهدف قسم شرطة الإسماعيلية في عام 1952. حيث القى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية كلمة جامعة شاملة بدأت بالوقوف دقيقة حدادا… على أرواح شهداء مصر وشهداء فلسطين.
حيث ذكر فخامة الرئيس في كلمته، بحسب بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، «إن ذكرى اليوم… تأتي في وقت محوري… تواجه فيه منطقتنا تحديات غير مسبوقة وتواجه مصر فيه واقعا إقليميا خطيرا… يتشابك مع ظروف دولية… لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة. وقد كان موقفنا في التطورات الأخيرة… التي شهدتها المنطقة في قطاع غزة… واضحا منذ البداية… وقائما على شعور عميق بالمسئولية التاريخية والإنسانية لمصر… في الوقوف دائما بجانب أشقائها من الشعب الفلسطيني وهو دور ستواصل مصر القيام به… بنبل وشرف وتجرد حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة».
واستكمل سيادته كلمته قائلا «إن ما قدمه هؤلاء الأبطال لبلادهم… في ذلك اليوم منذ 72 عاما… تحول لطاقة تحد… تسري في قلب هذا الوطن… لتعيد إليه شبابه… وتقربه من يوم استقلاله وكما كانت تضحيات أبناء الشرطة في الإسماعيلية… محركا لدوافع الكرامة الوطنية فإن تضحيات الشهداء… من رجال القوات المسلحة والشرطة… ومن جميع أبناء الشعب المصري… في مواجهة الإرهاب خلال الأعوام الأخيرة… تأخذ مكانها المستحق… على حائط شرف الوطن وبطولاته فهي تضحيات نقدرها ونجلها… ونتحمل جميعا مسئولية كبرى… بأن نقابل كرم الشهداء بكرم… وتضحياتهم بتضحية وأن نحقق حلمهم… بمصر عزيزة وكريمة… إلى واقع وحقيقة… لأبنائنا وأحفادنا… جيلا بعد جيل».
فالاحتفال بعيد الشرطة مناسبة مهمة لتكريم رجال الشرطة الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطن، إدراكا منهم… أن حماية أمن البلاد والمواطنين؛ غاية عليا… لا تسمو فوقها غاية. فهناك رموز صدقوا ما عاهدوا الله عليه… وهناك رموز أخلصوا في عملهم… وهناك رموز ضحوا بحياتهم من أجل استقرار الوطن… وهناك رموز يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن العظيم… ولعلي أختم المقال بتساؤل… أما آن الأوان أن نكون نحن رموز يفخر بنا وطننا؟… أما آن الأوان لنتقن ما نعمله؟… من أجل أنفسنا، من أجل وطننا، فتحيا مصر دائما وأبدا… تحيا الجمهورية الجديدة
أستاذ التكنولوجيا الحيوية المساعد بعلوم القاهرة
abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية