كلمات نحفظها جميعاً عبر الأجيال لتلك العبارة القاطعة لأغنية للست أم كلثوم في فيلم «سلامة» وكان عنوانها «غنيلى شوية شوية» وأثناء الست لغنائها تقول «غنى لي وخد عيني خليني أقول الحان يتمايل لها السامعين وترفرف لها الأغصان».
وهنا تظهر شخصية الشيخ أبو الوفا الذي كان يعاني من الصخب الصادر من منزل أبن أبي سهيل الفاجر الذي كان يؤدى دوره الفنان «فؤاد شفيق» الذي أفلس بسبب إسرافه في الترف.
وتصورت في بادئ الأمر وأنا أشاهد الفيلم أن هذا الجزء من الفيلم مجرد «حبكة درامية» جاء بها مؤلف الفيلم بعبارته المشهورة «أبو الوفا أبو الوفا»، ولكن عندما أطلعت على مقدمة «ابن خلدون» وجدت باب كامل في فساد الأمم يقول فيه «إن الإسراف في الترف والفسوق مفسدة للأمم والغلو في المطامع لغلو بغير حق».
ولأنني مقتنع تماماً أن التاريخ موعظة لمن يتعظ، وجال في خاطري وأنا أشاهد حفلات واحتفالات قريبة منا، هؤلاء الذين يسرفون في الترف في الوقت الذي يحل بآخرين «الموت» ولا يخشى هؤلاء المسرفون يوماً أشار إليه الله سبحانه «ولَنبلونكم بشيءٍ مِنَ الخوفِ والجوعِ، ونقصٍ مِنَ الأَموالِ والأَنفسِ والثمراتِ» البقرة (155).
فهذا الإسراف هو تمهيد إلى النتيجة التي أشار إليها ابن خلدون بداية الخراب، فكل شيء يتم فعله دون إسراف لا يحمل شراً، ولكن الشر دائماً من الإسراف في أي شيء حتى لو كان الشخص يعتقد بصحة ما يقوم به بإسرافه.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية