رحلة الهبوط للسوق الموازية للدولار متوالية وبقوة ويترقب المصريون في ربوع البلاد بشغف تدهور حالة صحة الدولار الموازي الذي تسبب في إشعال الحالة الاقتصادية وارتفاعات في الأسعار غير مسبوقة ولم تشهدها مصر من قبل.
ترقب المصريين له أسباب عديدة أهمها، خاصة عند الطبقات الدنيا بعد انضمام الطبقة المتوسطة إليها قبل اختفائها، هو مؤشر الأسواق والسلع خاصة أننا على أبواب الشهر الفضيل الذي اعتاد الشعب خلاله منذ قديم الأزل على الولائم والعزومات والموائد الممتلئة بما لذ وطاب.
الحكاية غريبة وتحتاج تفسيراً للسؤال الأهم الذي يشغل الجميع نزل الدولار وما زالت الأسعار ثابتة؟ ولم تتأثر بالتدفقات الدولارية التي وصلت لمصر مؤخراً وعلى رأسها عوائد صفقة رأس الحكمة، والمفترض أن تشهد الأسواق إنفراجة موازية للإنفراجة التي شهدتها الأسواق المالية والمصرفية، وذلك وفقاً لقوانين الاقتصاد الحر المتعارف عليها عالمياً ومحلياً.
التجار كانوا يتخذون من ارتفاع أسعار الدولار ذريعة قوية لرفع الأسعار بصورة مبالغ فيها خاصة أن بورصة السوق السوداء كانت تعلن كل دقيقة سعراً مختلفاً، الأمر الذي أثر سلباً على جميع الأسواق، فباتت السلعة الواحدة تباع بأكثر من سعر بل إن أسعارها كانت تتغير من دقيقة لأخرى دون رقابة لتصل أسعار السلع إلى أرقام فلكية.
والآن ومع توقعات نزول الدولار دون الـ40 جنيهاً وسيطرة الدولة الكاملة على السوق الموازية ورغم القرارات الحكومية المتعلقة بضبط الأسواق ووضع تسعيرة جبرية على 7 سلع استراتيجية إلا أن أباطرة وسماسرة البطون الخاوية وتجار الأزمات ما زالوا يصرون على البيع بالأسعار المرتفعة وتحدى القرارات الحكومية والشعب، ما يكشف عن جشع بالغ من قبل التجار يحتاج فوراً إلى أيد قوية تتخذ إجراءات قانونية رادعة تعيد الانضباط للأسواق بقوة القانون وتكون رادعة لكل من تسول له نفسه التلاعب بقوت الشعب.
باختصار.. إعادة هيبة الحكومة وفرض سيطرتها على الأسواق ضرورة ملحة وعاجلة، خاصة أن بعض التجار يعيشون حالة ترقب على أمل أن يكون هذا الانخفاض مؤقتاً والبعض الآخر يبرر أنه أشترى عندما كان الدولار في السوق السوداء بسعر مرتفع، والحقيقة أن التاجر في كل الأحوال كسبان والمواطن الغلبان يدفع الثمن.
تبقى كلمة.. ضبط الأسواق الآن الفرصة الأخيرة أمام الحكومة لتثبت أنها حكومة للشعب، وليست راعية للقطط السمان، وإذا لم تنخفض الأسعار وتتوقف قفزاتها في ظل الإنفراجة الاقتصادية الحالية، فقد كتب على الشعب الموت جوعاً، ولا عزاء لأصحاب البطون الخاوية.. يجوع الشعب ويحيا التجار.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية