لا أقصد فى «إنما للصبر حدود» أغنية الست «أم كلثوم» فى أغنيتها الشهيرة التى تحمل ذات الاسم، رغم ما فى كلمات الأغنية من وجاهة ودلالة، إذ تقول فى مطلعها «ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول أنا ياما صبرت على نار وعذاب وهوان» إن هذا الذى فعلته «غلطة ومش هتعود».
إنما أقصد بها مراحل ما قبل الانفجار الكبير، عندما تحتدم المطالب الإصلاحية التى تُطالب بها الناس على مختلف الطبقات، ويصاب الجميع بالعجز على حلها، فهذا المناخ يخلق أزمة تستمر فى التضخم ككرة النار التى تحرق كل ما يقف أمامها وتأكل كل شىء كان موجوداً قبل أن تتدحرج تلك الأزمات ولا يوقفها أحد فى ظل استعداء الطبقة الوسطى صمام الأمان فى أى مجتمع.
والناس قد تضطر إلى السرقة بسبب الجوع، وشرعاً لا إثم عليهم، يقول أهل العلم لا قطع فى المجاعة، يعنى أن المحتاج إذا سرق ما يأكله فلا قطع ليده، لأنه مضطر.
وقد صدر حكم من المحكمة العليا الإيطالية بأن سرقة الطعام للجائع ليست سرقة لأنه خطأ مجتمع لم يستطيع توفير الطعام له، ما أكثر حرامية هذا الزمان الذين يسرقون لجوعهم، والبقية فى الطريق «إنما للصبر حدود».
لم نقصد أحدًا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية